تحظى حرفة الكتابة والرسم بتعبئة الرمال الملونة في تحف زجاجية بإقبال زوار منطقة المدينة المنورة، حيث يقوم شباب سعوديون بالرسم داخل زجاجات، وتكوين نقوش بالرمال وأشكال جمالية، حيث يعد هذا الأسلوب الفني من الفنون القديمة جدا في العالم، وأول من عرفه الأنباط بعد اكتشافهم الساعة الرملية.
فن وصداقة
يقول أحد الممارسين لهذه الحرفة وصاحب أحد محلات بيعها (طارق الصاعدي): أستوحيت الفكرة مع شريكي عبدالفتاح أبو النصر خلال زياراتنا المتكررة لمدينة دبي، وتوثيق صلات الصداقة هناك مع حرفيين سوريين، ولاحظت إعجاب الناس بهذا الفن أثناء مشاهدتهم تعبئة الرمل والتفنن في الكتابة والرسم خلال التعبئة.
فيما ذكر زميله عبدالفتاح أنه شغف بتعلم هذا الفن الذي عاد وانتشر في جميع دول العالم وأكثر الدول التي اشتهرت به هي تلك الدول التي تتوافر فيها المادة الأساسية للحرفة (رمل الكوارتز أو رمل المازار).
ولوجود هذا النوع من الرمال في سورية في جبال القلمون شمال دمشق فقد أتقن السوريون هذه الحرفة وتفننوا بها، وقد كانت النساء قديما وبشكل خاص في سورية يتسلين بصنع مثل هذه التحف الفنية.
إتقان العمل
أضاف أبو النصر: تواصل شغفنا بهذه الحرفة من خلال خلال زياراتنا مصر وسورية قبل عدة سنوات، حيث كان إنتاجها يتم أمام السائحين بدمشق وشرم الشيخ والغردقة وتباع بكميات كبيرة لجمالها وإتقانها.
من جانبه، أشار الصاعدي إلى طريقة صنع تلك التحف قائلا: يتم عمل المناظر الطبيعية والآيات القرآنية التي يناسب رسمها بالرمل داخل الزجاجة، بالإضافة إلى ضغط الرمل داخل الزجاجة ضغطا محكما، وذلك لمنع تشوه المنظر المرسوم بالرمل عند التحريك المفاجئ أو عند الشحن، ومن ثم تغلق الزجاجة من الأعلى لمنع تسرب الرمل منها، وبذلك نحافظ على المنظر الداخلي ونضمن بقاءه لعدة سنوات.
عناية بالمواهب
أكد عدد من زوار المدينة من محبي الفنون الحرفية أهمية العناية بدعم مواهب الشباب السعودي خاصة الحرفيين، وعدم تهميش مثل هذه الحرف، وذلك بإشراك أصحابها في الفعاليات السياحية والمهرجانات على مدار العام. وقال عوض الحربي: شبابنا بحاجة لاحتضان أفكارهم ومواهبهم ودعمها، وعلى اللجان السياحية الأخذ بأيديهم، فيما قال ماجد المصعبي: إن الإتقان في بعض التحف قد استوقفه طويلا، لأنها تذكره بحقبة زمنية معينة وعبق تاريخي حيث الواحات والصحاري والإبل، وقد انبهر ببساطة تلك التحف وجودتها.