في مدرسة المشاغبين، تهدد معلمة الفصل -سهير البابلي- الطلبة، بأن أي طالب سيثير الشغب ستقطع لسانه من "لغاليغو"، فيرد عليها بهجت الأباصيري -عادل إمام- برد طويل مضحك أحفظ منه قوله: "كل واحد يخلي بالو من لغاليغو. حد عارف بعيد عنك، الواحد يبقى قاعد في أمان الله مايلاقيش لغاليغو"!

أصبح الواحد يسير في بعض المراكز التجارية ويده على قلبه. يخشى على أحد أطفاله أن يسقط من سلم متحرك لا حماية له، أو تسقط به عربة ملاه كما حدث في الرياض قبل سنوات، أو ينتهي وسط فرامة إلكترونية. و"الله أعلم" ما الذي تخبئه لنا هذه المجمعات.

لذلك، خذ حذرك حينما تذهب إلى أي مجمع برفقة أطفالك. إن ذهبوا أربعة وعادوا ثلاثة، لن تجد من كلمات العزاء سوى القول: "ليست هناك شبهة جنائية، وتم إغلاق ملف القضية"!

أنا لم أبتدع شيئا. هذا هو الواقع بحذافيره. قبل أيام فقدت إحدى عائلات المدينة المنورة أحد أطفالها بشكل مأسوي بشع. الطفل وجد صندوقا غريبا وسط المجمع، ليس عليه أي لافتة أو تحذير. مد رأسه ببراءة الأطفال؛ ليكتشف ما الذي داخله، فكانت النظرة الأخيرة له في هذه الحياة.

وعوضا عن فتح ملف التحقيق، ومعاقبة المجمع بتهمة الإهمال والتقصير؛ خرج المتحدث الرسمي لشرطة المدينة المنورة نافيا التحقيق في الحادثة، مؤكدا للصحف أن ملف القضية أُغلق تماما.

ولو انتقدت هذا الإجراء ربما خرج عليك من يقول: "أنت تعلمنا شغلنا"!

هكذا ببساطة شديدة. يموت طفل نتيجة خطأ فادح من مجمع تجاري، ويتم إغلاق القضية دون حتى التحقيق فيها، أو محاسبة المتسبب، أو حتى دفع الدية الشرعية لوالد الطفل!

اقلب الصورة: ما الذي سيحدث لو أن الطفل قام بالعبث بهذا الصندوق الإلكتروني وقام بإتلافه، هل سيتم إغلاق ملف القضية، أم سيتم استدعاء ولي أمره، وتغريمه بالقيمة؟!

لماذا عند الخطأ -الحكومي والخاص- يصبح المواطن هو الحلقة الأضعف. هل النظام لا يحمينا، أم أننا نجهل النظام، ولا نعرف حقوقنا؟

خذ بالقياس: حينما تتلف سيارتك بسبب حفرة وسط الطريق، ليس لك حق في المطالبة والشكوى -"ضف وجهك"- لكن تخيل -فقط تخيل- لو حملت فأسك وقمت بعمل حفرة في الطريق ما الذي سيحدث لك، هل ستستطيع أصلا إكمال عملية الحفر؟!