هذه نظرة تصورية لواقع خارطة اليمن الجيوسياسية في حال تم قبول المشروع الذي أعلنه ولد الشيخ. وفي حال قبول هذا المشروع فإنه يعتبر نجاحا للمشروع الإيراني في اليمن وتتويجا لانتصاراتهم السابقة في العراق وسورية ولبنان، وسوف تبدأ إيران وحلفاؤها فورا في الخطوة الثانية وهو مشروع التقسيم الذي عمل الإيرانيون منذ سنوات لتحقيقه، ودفعوا مليارات الدولارات لتجنيد الحوثيين وشراء الذمم في عدد من الدول!.

وسوف يجدون الطريق أصبح سالكا لتحقيق حلم إعادة إمبراطورية فارس التي يؤمن الفرس بأنها لن تقوم أبدا إلا على أنقاض العرب ودول الخليج، وخاصة المملكة، وهي التي تتصدى لهذا المشروع في المنطقة. والمخطط الفارسي بنسخته اليمنية يهدف إلى تقسيم اليمن.

وفي اعتقادي أن التقسيم أصبح أمرا واقعا لا محالة، إن تم قبول مشروع ولد الشيخ، ولكن التقسيم سوف يكون مختلفا تماما عن المخطط الفارسي ومخطط الحراك الجنوبي، مع العلم بأن الإيرانيين لا يهمهم كثيرا أن تكون الدولة التي يخططون لإقامتها ذات مساحة كبيرة، ما يهمهم في المقام الأول هي أن تكون دولة ذات طابع طائفي، وأن تكون على حدود السعودية من نجران حتى جازان، وأن يكون لهم تواجد قوي على البحر الأحمر، ولا يهم أيضا مسألة الاستقرار والمستوى المعيشي لمواطني هذه الدولة المزعومة، ما يهم أن تدين بالولاء السياسي والمذهبي للمرشد الأعلى في طهران.

ومن المتوقع أن يكون التقسيم حسب الحالة العسكرية الراهنة مع بعض التغيرات التي قد تطرأ هنا وهناك، لأن المناطق التي تقع خارج إقليم أزال المسيطر عليه من قبل إيران وميليشياتها سوف تبقى غير مستقرة ومتناحرة، وسوف تكون مناطق جذب للجماعات الإرهابية والتدخلات الدولية.

وخارطة التقسيم لليمن سوف تكون تقريبا على النحو التالي:

الدولة الأولى: عدن وتتكون من عدن ولحج والضالع وأبين وتعز وبعض المدن على البحر الأحمر، مثل المخا وباب المندب وذباب، وكذلك جزر حنيش وزقر وغيرها من الجزر.

الدولة الثانية: حضرموت وتتكون من حضرموت وشبوة والمهرة وسوقطرة.

الدولة الثالثة: وهي دولة سبا وتتكون من الجوف ومأرب والبيضاء

الدولة الرابعة: أزال الصفوية وتتكون من كافة محافظات إقليم أزال الحالي ذي الأغلبية الزيدية، بالإضافة إلى إب والحديدة، ومن المتوقع أن يقوم الحوثيون بإعطاء الأقلية السنية الموجودة في إب وتهامة خيارين لا ثالث لهما، إما التهجير أو اعتناق المذهب الصفوي، كما فعل زملاؤهم في سورية والعراق، وسوف تقوم إيران ببناء المدارس المذهبية والحوزات الدينية، وكذلك إقامة المصانع الحربية والمعسكرات التدريبية لشن جولة أخرى من الحرب على السعودية.

والحقيقة أن المخطط واضح، وأهدافه معلنة، والحوثيون سبق أن خاضوا من أجله حتى الآن سبع حروب، ومن يتابع أدبياتهم ومواقعهم على شبكات التواصل الاجتماعي وفي إعلامهم هم يعلنون بصراحة أن هدفهم هو الاستيلاء على مكة والمدينة، هذا من الناحية الدينية، أما سياسيا فهو الاستيلاء على الخليج والجزيرة العربية، وصولا إلى الأردن والالتحام مع زملائهم في العراق وسورية ولبنان.