للأسبوع الرابع على التوالي، خرج آلاف الكوريين أول من أمس، لمطالبة رئيستهم بارك غيون هي بالاستقالة، إثر شبهات وملفات تتعلق بالفساد. وتعد هذه التظاهرات الأكبر في كوريا الجنوبية، منذ التظاهرات التي طالبت بتفعيل الديمقراطية في سنوات الثمانينات، في وقت تشكل فيه تحديا قويا لسلطة بارك، والتي رفضت دعوات التنحي. وتتعلق الفضيحة التي تلاحق بارك، بصديقتها شوي شون سيل، الممتدة علاقتهما منذ 40 عاما، حيث أوقفت الأخيرة بتهمة الاحتيال واستغلال السلطة، وابتزاز كبريات شركات البلاد، بهدف غايات شخصية، فضلا عن الاتهامات بالتدخل في شؤون عمل الحكومة. وأشارت المصادر الميدانية إلى أن التظاهرات في العاصمة الكورية، شارك فيها نحو 450 ألف متظاهر، رددوا هتافات تطالب باستقالة بارك، في حين ما زالت التظاهرات التي تشارك فيها عائلات، تحافظ على سلميتها بعد أن أغلقت الشرطة المحلية الطرقات المؤدية إلى القصر الرئاسي.
ورغم صدور اعتذارين قدمتهما بارك لجموع المحتجين، إلا أن الاحتجاجات تواصلت ضدها، في وقت أظهرت فيه بعض الاستطلاعات الميدانية، أن شعبية الرئيسة تراجعت بنسبة 5%، بعد النفوذ الذي استغلته صديقتها داخل الحكومة، الأمر الذي يعد أدنى معدل يناله رئيس يتولى مهامه. كما وافقت بارك على التنازل عن بعض صلاحياتها الرئاسية في وقت سابق، والسماح بإجراء تحقيق مستقل من قبل البرلمان، في مسعى منها إلى تخفيف حدة التوتر الشعبي، إلا أنها لم تشر إلى نيتها في الاستقالة. يذكر أن أزمة الاحتجاجات في البلاد أدت إلى شلل شبه تام في إدارة بارك، وتسببت في غيابها عن منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي، المرتقب في بيرو الأسبوع المقبل.