فيما أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي"الناتو"، ينس ستولتنبيرج، أنه لا يمكن عزل روسيا، وعلى الحلف أن يبني علاقات مع موسكو، قالت تقارير إن ستولتنبرج لم يأت بأي جديد حول العلاقات مع موسكو، لا سيما أن الأخيرة أعربت عن قلقها من رفض الحلف إجراء لقاء على مستوى الخبراء العسكريين، بهدف بحث مسائل أمنية في منطقة بحر البلطيق. وكان ستولتنبرج قد أوضح أن الحوار مع موسكو يحظى بأهمية كبيرة في ظل وجود تحديات أمنية، وتوتر سياسي–عسكري، معربا عن ثقته التامة من أن "الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب سيحافظ على قيادة الولايات المتحدة في الحلف الأطلسي". وكرر ستولتنبرج ثقته الكاملة بأن دونالد ترامب سيحترم الالتزام الأميركي في الحلف الأطلسي. وأضاف أن ذلك "يصب في الوقت نفسه في صالح أوروبا والولايات المتحدة"، مشيرا إلى كتلتين تربطهما صلة وثيقة بعد "حربين عالميتين وحرب باردة". كما أعلن ستولتنبيرج في وقت سابق عن خطة لإجراء اجتماع مجلس روسيا-الناتو على مستوى السفراء في "القريب العاجل". ودعا إلى تطوير الحوار مع روسيا، قائلا إن "روسيا من أكبر جيراننا وستبقى على هذا الحال ولذلك من المهم إجراء حوار معها وخاصة في فترة ارتفاع وتيرة التوتر وعندما نقف في مواجهة الكثير من التحديات في مجال الأمن". وشدد على أهمية المحافظة على برودة الأعصاب وتجنب التصعيد في العلاقات مع روسيا.
قلق روسيا
نقلت وسائل إعلام روسية عن مندوب روسيا الدائم لدى حلف الناتو، ألكسندر جروشكو، تصريحات أعرب فيها عن قلق موسكو من رفض الحلف إجراء لقاء على مستوى الخبراء العسكريين في موسكو بهدف بحث مسائل أمنية في منطقة بحر البلطيق.
وقال إن نشاط حلف الناتو في الجانب الشرقي بالقرب من الحدود الروسية يؤدي إلى تدهور أمني في المنطقة بشكل جدي. وأوضح أن الأمر يتعلق بشكل رئيسي بموضوع تحليق الطائرات من الجانبين فوق منطقة البلطيق مع تشغيل أجهزة ترانسبوندر "أجهزة إرسال واستقبال الإشارات"، مضيفا أن "هذا الموضوع لم يشطب حتى الآن من جدول أعمال مجلس روسيا – الناتو، ولكن هناك دلالات محددة لرفض الناتو اقتراحنا".
تدريبات أطلسية
وعلى صعيد الصراع بين روسيا والناتو، لفتت وزارة الخارجية الروسية إلى أن جورجيا تستضيف حاليا ثالث تدريبات عسكرية أطلسية منذ بداية هذا العام، وحذرت من أن الناتو يعزز شراكته مع تبليسي في إطار سياسته لردع روسيا. وذكرت الوزارة بأن 12 من الدول الأعضاء في حلف الناتو تشارك في التدريبات التي يبلغ عدد العسكريين المشمولين فيها 250 فردا.
واعتبرت الخارجية الروسية أن الحديث يدور عن تصعيد ممنهج للإعداد القتالي للقوات المسلحة الجورجية وفق معايير الناتو، فيما تلعب قيادات حلف شمال الأطلسي دورا نشطا في هذه العملية.
تهديد السلام
وأكدت الخارجية الروسية أن موسكو تعتبر أن مثل هذه الأنشطة يمثل خطرا كبيرا على الاستقرار والسلام في المنطقة، إذ سبق لجمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية أن أعربتا مرارا عن قلقهما من الأنشطة العسكرية في الأراضي الجورجية. كما أشارت إلى أن تعهدات الناتو بقبول جورجيا كعضو في الحلف، قد دفعت بتبليسي في أغسطس عام 2008، لشن هجوم على أفراد قوة حفظ السلام الروسية والمدنيين في العاصمة الأوسيتية تسخينفال. وشددت الوزارة على أن "الناتو لا يخفي أنه يعتبر شراكته العسكرية الحالية مع تبليسي جزءا من سياسة ردع" روسيا. أما الدور التي تلعبه جورجيا في هذا السياق، فيؤدي إلى تعقيد العملية الإيجابية لإعادة العلاقات الروسية الجورجية إلى المسار الصحيح".