ويقول التاريخ إن القرامطة قرروا في القرن الثالث الهجري غزو الحرم وانتزاع الحجر الأسود من مكانه الشريف والرحيل به إلى ديارهم، حيث وضعوه في بيت كبير، وقالوا للناس حجوا إليه، لكن الرواية تقول إن أهل القطيف رفضوا ذلك، وأبوا أن يحجوا إلى بيت القرامطة المزعوم والحجر المخطوف.

قرامطة القرن العشرين الحوثيون قرروا رمي مكة المكرمة والحرم بصاروخ تم إسقاطه على بعد 65 كلم، في الحقيقة لا تجد أدنى تبرير لفعلهم غير أنك تتذكر أن المنطق غائب دائماً عن تفكير هؤلاء منذ نشأتهم الأولى، وحتى اليوم فعدوهم في القرن الثالث الهجري كان الدولة العباسية في بغداد، وليس حجاج بيت الله في مكة، ومن يعلنون صيحتهم عليهم كل يوم في أميركا وتل أبيب وليس في مكة أيضاً.

لقد قال القرمطي الأول وهو ينتزع الحجر الأسود أين الطير الأبابيل؟ لكن القرمطي الصغير مطلق الصاروخ لم يسعفه الوقت ليتساءل، حيث هاجمته طيور التحالف في أقل من دقيقة، ثم أسقطت صاروخه قبل أن يصل إلى حرم الله كما فعلت مع الكثير، الأسلحة التي دفع ثمنها المال الإيراني المنهوب من شعبهم الفقير لخلق الفساد والحروب في بلاد العرب.

لقد أعلن البعض دهشته من تصرف الحوثيين وتعمدهم إرسال صاروخ باتجاه الحرم المكي متجاهلاً تاريخاً يمتد لأكثر من 35 عاماً من محاولات انتهاك الحرم على يد الإجرام الخميني الذي استخدم الشعب الإيراني مرات، فشاهدنا كيف استطاع الأمن السعودي اكتشاف المتفجرات في حقائب الإيرانيين في حج سنة 1986، لكن بعدها بثلاثة أعوام استطاع بعض شيعة الكويت الذين يعملون لصالح الفكر الخميني تحت مسمى حزب الله الكويتي تهريب متفجرات نتج عنها تفجير نفق المعيصم واعترفوا في تسجيل تلفزيوني كيف خططوا لهذه الجريمة وما أهدافهم وما غاياتهم.

هناك أمثلة عديدة يجب أن تظهر للعالم الإسلامي كله، ويجب أن يعاد عرض جرائمهم ضد الحرم والحجيج مرة أخرى، خاصة أنها موثقة لكنها لم تجد إعلاماً عالمياً يعرضها للمسلمين في كل مكان من كل الملل والطوائف، فحماية الحرم وأهله واجب أهل القبلة وليس السعوديين فقط.