في أبريل هذا العام، وضعت إكليلا من الزهور على مقبرة مانيلا الأميركية في الفلبين، التي دُفن فيها نحو 17 ألف أميركي.

وبحثت في خرائط المعارك التي تحمل أسماء ما يزال صداها في جميع أرجاء وزارة الدفاع الأميركية، ومن الصعب ألا نقدِّر الدور الأساسي الذي لعبه الجيش الأميركي فترة طويلة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وقد ساعد كثير من الأفراد الذين دفنوا في هذه المقبرة في كسب الحرب العالمية الثانية، من أجل شعوب ودول المنطقة، وهيؤوا أيضا لتحقيق مستقبل أكثر إشراقا.

ومنذ الحرب العالمية الثانية، عمل الأميركيون، رجالا ونساء، يرتدون الزي العسكري، في المساعدة على ضمان الأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وتم نشر موظفي الولايات المتحدة في معسكر "همفريز" وقاعدة "أوسان" الجوية في كوريا الجنوبية، وفي القاعدة البحرية "يوكوسوكا" وقاعدة "يوكوتا" الجوية في اليابان، وغيرها، وقد ساعدت الولايات المتحدة في ردع العدوان وتطوير علاقات أعمق مع الجيوش الإقليمية التي تخدم المنطقة.

وقد أبحر الآلاف من البحارة ومشاة البحرية على متن حاملة الطائرات "جون ستينيس"، "ويو إس إس بلو ريدج"، و"يو إس إس لاسن" وغيرها، وأبحرت السفن ملايين الأميال، وتم إجراء مكالمات مع الموانئ لا تعد ولا تحصى، وساعدت في تأمين الممرات البحرية في العالم، بما في ذلك بحر الصين الجنوبي.

وساعد طاقم أميركي في التدريب على مدى عقود، بما في ذلك إجراء مناورات معقدة مع الفلبين على مدى أكثر من 30 عاما.

وقد أضافت كل مكالمة ميناء، ساعة طيران، وتمارين، وتشغيل عمليات الاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وساعد كل جندي، وبحار، وطيار، وضابط بحرية في الدفاع عن أهم المبادئ: مثل الحل السلمي للنزاعات، وحق البلاد في جعل أمنهم وخياراتهم الاقتصادية خالية من الإكراه، وحرية التحليق والملاحة التي يكفلها القانون الدولي.

وكان ضمان الأمن والتمسك بهذه المبادئ فترة طويلة سياسة الولايات المتحدة، خلال الإدارات الديمقراطية والجمهورية، وفي أوقات الفائض والعجز، وفي الحرب والسلم، لعبت الولايات المتحدة دورا في الشؤون الاقتصادية والدبلوماسية، والأمن في تلك المنطقة.

واستمرت هذه المشاركة على الرغم من التوقعات المتكررة بأن الولايات المتحدة ستتنازل عن دورها بوصفها الضامن الأساسي للأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وكانت النتائج غير عادية، لقد كان لدى منطقة آسيا والمحيط الهادئ الفرصة للازدهار لفترة طويلة. وفي الواقع، حدثت هناك معجزة اقتصادية، إذ شهدت اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان ودول جنوب شرق آسيا نهضة وازدهارا، كما حدث في الصين، والهند الآن الشيء نفسه.

وقد أنتج التقدم البشري مكاسب هائلة، كما تحسنت فرص التعليم واتخذت الديمقراطية شكلا من الانتظار.

وبالمقارنة مع كثير من المناطق شهدت منطقة آسيا والمحيط الهادئ، في العقود الأخيرة، مزيدا من التقدم والاستقرار والسلام.

مع إعادة التوازن تؤكد الولايات المتحدة أن جيشها في وضع جيِّد للمساعدة في تحويل تلك المنطقة من عصر التغيير التاريخي إلى عصر التقدم التاريخي، من خلال تفعيل إعادة التوازن، ودعم شبكة الضمان المبدئي المتنامي في المنطقة، يمكن لوزارة الدفاع الأميركية أن تساعد في ضمان أن تكون المنطقة آمنة ومستقرة، على مدة السنوات الـ70 المقبلة.