تخوف عدد من المؤرخين المتخصصين في تاريخ المدينة المنورة من طمس واختفاء آثار "بئر الخاتم" التي يقال إنها كانت تقع في ساحة مسجد قباء جنوب المدينة، على خلفية أعمال التوسعة التي يشهدها المسجد حاليا، وذلك بعد إزالة نافورة المياه لتوسعة المكان للمصلين، حيث كان يستدل عدد من المؤرخين بالنافورة على موقع البئر التي اشتهرت في عهد رسول الله -صلى الله وعليه وسلم- وصحابته، رضي الله عنهم، في حين أوضحت مصادر لـ"الوطن" أن هيئة تطوير المدينة المشرفة والمنفذة على أعمال توسعة مسجد قباء أخذت في الاعتبار الاهتمام بموقع البئر، وقالت إن "الهيئة قامت بالتوسعة بتوجيهات من أمير المنطقة ورئيس الهيئة الأمير فيصل بن سلمان، وذلك تخفيفا على المصلين وحماية لهم من أشعة الشمس، خصوصا في صلاة الجمعة، وأن التوسعة الحالية مؤقتة وسيؤخذ بالاعتبار حفظ موقع البئر في التوسعة المستقبلية للمسجد".
مكانة تاريخية
يقول الباحث في الآثار والكتابات القديمة الدكتور خالد أسكوبي: تقع بئر أريس (الخاتم) غرب مسجد قباء من الجهة الغربية بحوالي 38م تقريبا. وعمقها 12م وفي أسفلها فتحتان يجري منها الماء إلى قاع البئر وفتحة ثالثة توصلها إلى مجرى العين الزرقاء. وكانت مطوية بالحجارة المنحوتة، وفي الماضي كانت تعلوها قبة عالية مجصصة من الداخل والخارج، وهذا الأسلوب من البناء غالبا ما يكون في العهد العثماني. وسميت بـ(أريس) نسبة إلى صاحبها الذي أقامها، كما سميت بـ(الخاتم) لأن خاتم الخلافة سقط فيها من الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- في السنة السادسة من خلافته، وبحثوا عنه 3 أيام دون جدوى، وهو الخاتم الذي كان لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، ثم حمله أبوبكر الصديق -رضي الله عنه- مدة خلافته، وكذلك عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- مدة خلافته، وانتقل بانتقال الخلافة إلى عثمان بن عفان، رضي الله عنه، وقد ذكرت بئر أريس في الأحاديث الصحيحة، فقد ورد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جلس على حافتها ودلى رجليه فيها، وتوضأ منها، وجلس عنده الصحابة أبوبكر وعمر وعثمان، رضي الله عنهم. والبئر منذ عام 1392 هجري جافة وليس بها ماء كما وصفها عبدالقدوس الأنصاري في كتابه آثار المدينة المنورة. هذا وقد دخلت بئر أريس (الخاتم) في التوسعة الأخيرة لمسجد قباء وغطتها الساحة الخارجية من الجهة الغربية.
دليل المحبة
تصف الباحثة عبير النجار خبر طمس البئر -إن كان صحيحا- بالأمر المحزن، وتضيف: تقع البئر بالقرب من مسجد قباء، وهو المكان الذي نزل به الرسول حين وصوله إلى دار الهجرة، وقد كانت هناك بعض العلامات التي تشير وتدل على موقع البئر في غرب المسجد وموقعه تقريبا بالقرب من النافورة التي أزيلت الآن، وقد كان للبئر حديث جميل ورائع يستدل منه على محبة الصحابة للرسول الله والحديث الذي دار بين سيدنا رسول الله وصحابته الكرام ومكانته عند أصحابه وتسابقهم لحراسته والجلوس بجانبه والاقتداء بسنته وفعله.
بئر الخاتم
تعود لما قبل العهد النبوي
أقامها رجل يقال له "أويس"
أقيم بجوارها مسجد قباء
توضأ منها رسول الله
اشتهرت بحادثة ضياع خاتم الخلافة
جف ماؤها بعد أن هجرت