جوزي لويس جونزاليس*

 


الجدران والأسوار والأقفال، هي تدابير عملية لتقليل حالات عدم الاعتداء والمخاطر في العالم.

ولكن هل الجدران العالية والأسوار الأفضل، والأقفال الأقوى هي أفضل وسيلة لتحقيق الأمن على المدى الطويل؟

هناك حالات اختبار تستحق التحقيق. فعلى سبيل المثال، هناك حاجز يمتد 420 ميلا ليفصل إسرائيل عن الضفة الغربية، يجرى إنشاؤه منذ 13 عاما.

ومع أن الحاجز ربما يكون ضروريا في نظر إسرائيل لحمايتها، إلا أنه ليس كافيا من أجل السلام.

وتنتشر أسوار الحدود بين الدول لتصل وسط وجنوب شرق أوروبا، وهي تُعد ناجحة لإيقاف تدفق المهاجرين واللاجئين من إفريقيا والشرق الأوسط، وآسيا. ولكن المهاجرين يتخذون طرقا أكثر خطورة عبر البحر الأبيض المتوسط، لأن أسباب مغادرة بلادهم ستظل قوية طالما يواجهون حروبا مستمرة ويعانون موجات الجفاف، وبراثن الفقر المدقع.

ثم هناك الحدود الأميركية المكسيكية، إذ اقترح المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، إقامة حاجز بارتفاع 30 إلى 40 قدما لمنع الدخول غير المشروع للأشخاص والبضائع والسلع المهربة التي تمثل مشكلة كبيرة منذ فترة طويلة.

وهناك قلة من الأميركيين لا يوافقون على عملية تحسين الحواجز الأمنية على الحدود، بل يوافقون على تحسين التعاون بين وكالات إنفاذ القانون في جميع أنحاء أميركا اللاتينية، وتوفير فرص اقتصادية أفضل لزيادة الحوافز لإبقاء المهاجرين في ديارهم، وهذه هي الإستراتيجية السائدة حاليا.

سيكون جدار ترامب مكلفا "أحد التقديرات 25 مليار دولار"، وهو نهج متعدد الأوجه نحو التركيز على التحصين والعزلة التي من شأنها أن تزيد من عزل المكسيك الذي سيؤدي إلى انخفاض التجارة في أميركا الشمالية.

وللجدار أيضا عواقب بيئية من شأنها أن ترفع تكاليف البناء، بسبب تآكل الخرسانة والصلب، ويكاد يكون من المؤكد أن الجدار سيحطم من المهاجرين والمهربين العازمين على اجتيازه.

وفي الوقت نفسه هناك عوامل ديموجرافية واقتصادية تسبب تدفق الناس من المكسيك لتحطيمه، وهو اتجاه من المرجَّح أن يستمر.

كيف يشعر الناس بأن الأساليب الأمنية ربما تتغير دائما. عشت أنا وزوجتي في حي حضري في مدينة بالساحل الشرقي، حيث كانت الأقفال مغلقة، والنوافذ والأبواب محصنة، إلا أنها تبدو غير كافية. ورغم ذلك، عاد جيراننا في إحدى الليالي إلى شقتهم فوجدوها محطمة أبوابها ونوافذها وتعرضت للنهب والأضرار.

وبعد سنوات قليلة، أصبحنا نعيش في هدوء في تلك المدينة الساحلية، إذ لا أحد يغلق أبواب شقته أو يأخذ مفاتيح سيارته عند الخروج منهما، وذلك بفضل تغيير الأساليب الأمنية التي يجب أن نتبعها اليوم.


*كاتب ومحلل سياسي - (كريستيان سيانس مونيتور) الأميركية