قبل سنوات، تمكن أحد الأشخاص من اختطاف عدد ليس بالقليل من الفتيات صغيرات السن، من أماكن مختلفة، وفي أوقات متفاوتة، ولم يستطع أحد معرفة حتى ملامحه.

وبعد وقت طويل، وجهود مضنية، وتحقيقات متوالية، وقرائن، وشهود، وبصمات وراثية، وأدلة جنائية، تم التحقق منه بصعوبة؛ ولقي جزاءه العادل.

كان باستطاعتنا أن نجعل اكتشاف أمره بسيطا للغاية. لكننا لا نتحرك إلا بعد وقوع الجريمة. كاميرا واحدة عند باب مجمع تستطيع رصده فورا.

قبل أيام أطاحت الجهات الأمنية بأكثر من شخص سلبوا الآخرين. كادت تلك القضايا أن تقيّد ضد مجهول قد يُطاح به مستقبلا، لكن كاميرات المراقبة سهّلت المهمة، وجعلت مهمة القبض أسرع مما يتوقع المجتمع!

الكاميرا اليوم باتت ضرورة. كثير من المؤسسات المالية كالبنوك ومحلات الصرافة بدأت مبكرا في الاستعانة بها. أدعوك حينما تدخل أحد البنوك المحلية للنظر إلى الزوايا. ستجد هناك كاميرا في كل زاوية. عند الباب الخارجي عند صالة الانتظار. خلف موظف الصراف. أمامك. خلفك. يمينك. يسارك. ولو استطاعوا ربما وضعوا كاميرا متنقلة تمشي خلفك حتى تخرج من البنك. حتى أجهزة الصراف الآلي التي نستخدمها تتم مراقبتها بواسطة الكاميرات التي ترصد حتى تعابير وجهك. أصبحت هذه الكاميرات أشبه بفرقة عسكرية كاملة!

أنا على يقين أنه لو كانت لدينا كاميرات مراقبة فعالة في المستشفيات والأسواق والميادين، لاستطعنا الحد من بعض الجرائم، وجرأة الكثيرين على تحدي القانون؛ ولا أعلم حقيقة؛ ما السبب الذي يمنع ربط إصدار وتجديد التراخيص التجارية بتوفير كاميرات مراقبة؟!

جريمتان خلال الأيام الماضية تم القبض عليهما في ظرف ساعات، وتحولتا إلى قضيتين تشغلان الرأي العام، ماذا عن جرائم كثيرة أكثر بشاعة تمت دون أن يعلم عنها أحد؟

الدنيا باتت أكثر تعقيدا، وأدى ركض الناس خلف لقمة العيش إلى عدم معرفتهم لما يدور حولهم، وبالتالي سهّل وقوع كثير من جرائم السرقة؛ لكن حينما يشعر المجرم أن الدنيا كلها مراقبة، لن تسوّل له نفسه ارتكاب جريمته بهذه السهولة والجرأة!.