الحملات الإلكترونية الصحية من أنجح الوسائل التوعوية حاليا، جميع الجهات الصحية في المملكة حضورها كان فوق المتوقع. وزارة الصحة قطعت شوطا كبيرا في الحملات الصحية الإلكترونية منذ عام 2013 وأتت بعدها هيئة الغذاء والدواء، وتميزت كثيرا في خلق جو صحي إلكتروني من خلال برامجها التوعوية، وما يميز الحملات الصحية الإلكترونية بأنها الأكثر تفاعلا على مستوى الأفراد، لذلك أهدافها في الغالب تكون محققة.

سأتحدث هنا عن حملة إلكترونية صحية، بالتعاون مع عدة جهات وكانت تحت شعار (نحو رؤية أفضل)، أطلقتها جمعية البصريات السعودية، بالتعاون مع قسم البصريات بجامعة الملك سعود، وجامعة القصيم، وجهات تطوعية أخرى، مبدأ انطلاق مثل هذه الشراكات للتوعية الصحية هو فريد جدا، والاستفادة من خبرات الجهات المشاركة في حملة نحو رؤية أفضل لم يكن بالمستوى المطلوب عموما، ولكن هذا لا يلغي بأن الجهد الذي شاركوا فيه طلابنا وطالباتنا محل تقدير المجتمع كافة.

انتشار فكرة التوعية الصحية الإلكترونية وخلق تعاون بين الجهات المتخصصة فكرة رائدة في مجال التوعية، وأشير هنا إلى الجمعيات المهنية التخصصية التي في مجملها لم تحقق أهداف تأسيسها، والمؤسف جدا بأنه حتى مواقعها الإلكترونية مهجورة ولم تحدثها بالرغم من حضورها الجيد في وسائل التواصل الاجتماعي.

هيئة التخصصات الصحية التي وافقت على إنشاء هذه الجمعيات يجب عليها المتابعة بشكل دوري وتقييم أدائها، فكل الجمعيات المهنية التخصصية ملزمة بتنمية الفكر العلمي وتطوير أداء أعضائها، فأصبحت مجالس إدارات بعض الجمعيات هي تشريف للأشخاص ومتابعة لأخبارهم الشخصية ويتعذر بعضهم بكونه غير متفرغ فلماذا ترشحت؟

أدعو جميع الجمعيات المهنية التخصصية إلى أن تكون شفافة أكثر في طرح خطتها السنوية، حتى يتسنى لكل الممارسين الصحيين ترتيب جداولهم بناء عليها، فالتخطيط هو الوظيفة الأولى من وظائف الإدارة، ولكن لم نر هذا التخطيط حتى الآن.