قال الرئيس الراحل رونالد ريجان ذات مرة: إن الحرب تبدأ عندما تعتقد الحكومات أن الثمن المقابل للعدوان رخيص. واليوم، يمكن أن يقال الشيء نفسه بالنسبة للحروب "السيبرانية" والسعر المقابل لعدوانها.
سواء كنت أميركياً مستقلاً، أو جمهورياً أو ديمقراطياً، يجب أن نكون جميعاً قلقين جداً إزاء أي محاولات أجنبية للتأثير أو التدخل في انتخاباتنا.
التهديدات الروسية "السيبرانية" ضد عمليتنا الانتخابية الديمقراطية وغيرها تُعد هجمات على جميع الأميركيين، فروسيا تسعى للحط من عمليتنا الانتخابية، ومن إيماننا بهذه العملية.
اتهم قادة الاستخبارات الأميركية الحكومة الروسية رسمياً بتوجيه هذه الهجمات الإلكترونية ضدنا. وفي يوم 7 أكتوبر ذكر في بيان مشترك من مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، وإدارة شؤون الأمن الوطني "نحن نعتقد بأهمية وحساسية هذه الجهود، لأن كبار المسؤولين في روسيا يمكن أن يأذنوا بمثل هذه الأنشطة".
وأضافوا أن هذا النشاط ليس جديداً على موسكو، فعلى سبيل المثال استخدم الروس تكتيكات وتقنيات مماثلة في أنحاء من أوروبا وأوراسيا للتأثير على الرأي العام هناك.
وفي تطور مثير للقلق، أن بعض الولايات -بما فيها ولاية إلينوي- تعرضت لهجمات إلكترونية خارجية ضد الأنظمة ذات الصلة بانتخاباتها. ففي أغسطس، كشف مجلس ولاية إلينوي للانتخابات هجمات على مواقع الإنترنت، تبدو من مصدر أجنبي، توصلت بطريقة غير مشروعة إلى معلومات شخصية لما يصل نحو 200 ألف ناخب مسجل، بما في ذلك الأرقام الأربعة الأخيرة من أرقام الضمان الاجتماعي وأرقام رخصة القيادة.
وعلى الرغم من أن مدير الاستخبارات الوطنية ووزير الأمن الداخلي حذرا بأنهما "لم يكونا الآن في وضع يمكنهما من أن ينسبا هذا النشاط إلى الحكومة الروسية"، إلا أنهما أكدا أن العديد من هذه الهجمات الإلكترونية على الأنظمة ذات الصلة بالانتخابات الأميركية صدرت عبر "خوادم" تديرها شركة روسية.
في الأيام الأخيرة، أشار البيت الأبيض إلى أنه قد يجري إعداد ردود على الهجمات الإلكترونية الروسية الموجهة للتدخل في الانتخابات الأميركية. وقال نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في مقابلة مسجلة الأحد الماضي: "إننا سنبعث برسالة لروسيا في الوقت الذي نختاره، وتحت الظروف التي يكون لها أكبر الأثر".
وبينما الجمهوريون والديمقراطيون يتنافسون، من خلال نهج دستوري من نظامنا السياسي، فإنه يجب علينا ألا ننسى أننا لسنا أعداء ألداء. وإن ردنا على الجهات الأجنبية لتدخلها في انتخاباتنا التي تشكل خطراً واضحاً لنا جميعاً، يتطلب منا توافقا سياسيا... ونحن، قبل كل شيء، يتعيَّن علينا كأميركيين أن نقف متحدين لبذل كل ما في وسعنا لحماية انتخاباتنا - التي تشكل حجر الزاوية في جمهوريتنا الديمقراطية التي عمرها 238 عاماً- من أي تدخل أجنبي ومن أي نوع.