أشار رئيس تحرير صحيفة فايننشال تايمز، ليونيل باربر، إلى أن سبعة عوامل لا بد من مراعاتها عند النظر إلى الولايات المتحدة، بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات، مؤكدا أن العوامل الثقافية والسياسات القائمة على الهوية هي الخيط المشترك لعدم الاستقرار الذي ينتظم العالم حاليا، وأن التيارات المعادية للعولمة في حالة نمو، وقال "نتيجة الانتخابات الأميركية أثارت ألف سؤال وكثيرا من البحث في الذات حول أميركا ومستقبل الغرب، ونظرة فاحصة تؤكد أن التوترات مرشحة للتصاعد قبل أن يتحسن الوضع.

وأشار باربر إلى أن ترامب استغل خوف الطبقة الوسطى والطبقة العاملة من الهجرة، وقام بتوظيف الغضب الشعبي بذكاء، لذلك فإن السياسة القائمة على الهوية ربما تكون قد عصفت بالسياسة التي يتعلمها الناس من الكتب.

اللعب على الأخطاء

مضى باربر قائلا "لم تستطع هيلاري كلينتون دحض خطاب ترامب المعادي للتجارة الحرة، لذلك فإن هناك توقعات بأن تجتذب السياسية اليمينية المتطرفة في فرنسا وألمانيا في استمالة الناخبين بتلك الدولتين، قبل انتخابات العام المقبل، فقد أظهر ترامب أن الشعبوية لا تحدد قضايا النقاش فحسب، بل يمكنها أن تكسب أيضا، لذلك يمكن القول بوضوح إن المستحيل ممكن حاليا". وأضاف أن تشبيه ترامب بالرئيس الأسبق رونالد ريجان مبالغ فيه، لأن الأول ليست لديه تجربة سياسية سابقة مثلما لريجان، كما لا يمتلك أي فلسفة سياسية. وترامب مولع بإبرام الصفقات حتى في السياسة الخارجية، لكن هذا النهج، الذي يجعل كل جوانب السياسة الخارجية معتمدة على العلاقات الشخصية ومهارات التفاوض، بدلا من التحالفات والتخطيط لسياسات طويلة المدى، أمر يقلق أوروبا وآسيا، كما أن تهديده بإبطال الاتفاق النووي مع إيران ينطوي على خطر كبير".

مؤسسية أميركا

واستدرك باربر بالتهوين من المخاوف المترتبة على فوز ترامب، قائلا "السياسيون الأميركيون ليسوا مثل فلاديمير بوتين أو فيكتور أوربان، وأميركا ليست روسيا أو المجر، فترامب يعمل في إطار مؤسسات يسودها النقد والمحاسبة والفصل بين السلطات بموجب الدستور الأميركي. ورغم أن ترامب يتمتع بسلطات تنفيذية واسعة، فإن أميركا لديها مؤسسات قوية ستعمل كثقل مضاد له".

ومضى قائلا إن ترامب يتوجب عليه الآن أن يثبت أنه قادر على القيام بدور البناء. فإمبراطور العقارات تحدى كل راسخ ومستقر في جميع المجالات، ولم يدفع فلسا واحدا على الإعلانات التلفزيونية معتمدا على علامة ترامب التجارية والرسالة البسيطة "لنعد لأميركا مجدها"، لكن العمل الحكومي يتضمن خيارات وأولويات أصعب بكثير. واختتم قائلا "ترامب قضى على سلالتين سياسيتين، هما سلالة بوش وكلينتون، ودمر تقاليد عريقة في كل المجالات، وعلى وشك التغيير الشامل لواشنطن، وعليه الآن أن يثبت قدرة على البناء".