أظهرت تقارير إحصائية لمنظمة الأمم المتحدة "اليونسيف" حرمان 13,5 مليون طفل عربي من التعليم، في الدول التي تعيش مناطقها الصراع، وهي "سوريا، اليمن، ليبيا، العراق"، وهو ما يشكل 40 % من مجموع الأطفال في هذه الدول.


أطفال بلا معرفة

أكد المدير العام المساعد للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" محمد بن عبدالباري القدسي، في اتصال هاتفي لـ"الوطن" أن هذه الأرقام هي تحت الدراسة، ولكن في حقيقة الأمر فإن الجيوش من الطلبة لتلك المناطق هم خارج إطار المدرسة والتعليم، وهذا الأمر يدعو إلى القلق في كون أن خليطا من السنوات العمرية لهؤلاء الأطفال، بلا علم ولا معرفة، مشيرا إلى أن لديهم مشروعا آخر، وهو إنتاج بعض الدروس العامة للغة العربية والحساب وغيرها من العلوم التي يحتاجها هؤلاء الطلاب.

وأضاف القدسي أن تكلفة هذا المشروع لا تقل عن 10 ملايين دولار، وذلك كي يقوم بإيصال هذا المحتوى والوسائل المساعدة لهذه المعلومات، كون أن هذه المخيمات هي بحاجة إلى وسائل كهربائية وتقنية تتطلب منا التضافر بشكل أكبر في إيصال هذه المستلزمات العلمية إلى هؤلاء الطلاب، مشيراً إلى أن هذا المشروع هو الخط الأول في تنفيذ المرحلة الأولى لتوعية وتعليم هؤلاء الطلاب الذين نسعى أن نبعدهم عن الأمية والجهل الذي يقود الأمة إلى التخلف، مؤكداً أن هنالك تقريرا يشير إلى أن نصف مليون طفل تم تجنيدهم من قبل الجماعات المسلحة، وهذا الأمر يشكل خطراً على كافة المجتمعات في حال إهمال هؤلاء الأطفال الذين سيمثلون أعدادا هائلة في قادم الأيام، وأن هذا الأمر قد يشكل جماعات متطرفة جاهلة تشكل خطراً على كافة دول العالم.




دعوة لمحو الأمية

استعرض الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر (آركو) الدكتور صالح السحيباني، في تونس مبادرة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، بشأن تعليم الأطفال العرب اللاجئين في مناطق الصراع، داعيا إلى حراك عربي ودولي كبير لمحو الأمية والجهل، والتي ستخلق جيلاً على أبواب المستقبل المجهول، وهو ما يجعل البلدان العربية في خطر، واتفقت تطلعات المنظمتين تجاه الأطفال اللاجئين والأوضاع الحالية من حيث مشاريعهما المستقبلية التي يقف التمويل حائلاً دون التمكن من تنفيذها في الوقت الذي تتحد فيه مبادرة "الألكسو"، التي تركز على "البناء التعليمي" مع مبادرة مشروع "سلام" الذي قدمته المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، ويركز على الدعم النفسي والقيمي للأطفال اللاجئين وإعادة تأهيلهم، وتصحيح مسار التفكير السلبي الذي بدأ يتشكل لديهم مع سنوات اللجوء وبقائهم في المخيمات، ونقمتهم على المجتمع، وهو ما يجعلهم أدوات سهلة للإرهاب والعقول المدمرة.