أثارت ندوة "لغة الكتابة.. التأرجح بين العامية والفصحى" التي استضافها "ملتقى الأدب" مساء أول من أمس ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، عدداً من التساؤلات حول واقع الكتابة الإبداعية اليوم، وأثر الإعلام المعاصر على لغة الأدب، وعلاقة الأجيال الجديدة باللغة العربية في ظل المتغيرات التكنولوجية المتسارعة.

اللغة من صور الهوية

قال الدكتور علي الحمادي "إن الكثير من المتابعين لواقع اللغة العربية يعتقدون أن تعلم لغة أجنبية، أو الانزياح نحو العامية، يؤثر سلباً على الفصحى، وهذا تفسير خاطئ، إذ لا ضير إن تعلمنا لغات غيرنا، ونحن محافظون على لغتنا الأم، ولا يمكن لنا أن نستغني عن العامية في حياتنا لأنها الأبسط، والأقرب في الشأن العام".

وأضاف "إن اللغة تعد واحدة من صور الهوية، فالكثير من العرب الذين تربوا على اللغة الإنجليزية يفقدون انتماءهم إلى العربية، ويبدون حائرين تجاه هويتهم، لذلك ينبغي التمسك بمحورين أساسيين في ترسيخ الفصحى، وهما: لغة الأدب، ولغة التعليم في المدارس، فأن تتحول لغة الدراسة بالمجمل إلى لغة أخرى، يعني ذلك إيذاناً بهدم العربية في أذهان الجيل الجديد".

خطورة العامية

من جهته استعرض الكاتب الصحفي دانيال لاك، خيارات الكتابة الإعلامية في اللغة، وأثرها على التجارب الإبداعية، بقوله "هناك أهداف رئيسية عند الإعلامي، سواء كان مذيعاً، أو كاتباً، وهي أن الرسالة الصحفية يجب أن تصل بصورة دقيقة، وواضحة، وتصيب هدفها، وهذا كله يستند في المقام الأول على اللغة المستخدمة في عملية الاتصال، فلا يمكن للمتلقي أن يفهم لغة غريبة عليه، أو يفهم رسالة صعبة الصياغة".

وأشار محمود حسن الجاسم إلى أن مستوى اللغة العامية ضروري، ولا يمكن في الحديث عن دعم الفصحى أن ندعو إلى محاربة العامية، لافتاً إلى أن الخطورة في العامية هي حين تصبح لغة الأدب، إذ تتدنى حينها مستويات الأعمال الإبداعية، وتخرج من سياقها الجمالي القائم على حسن البناء، والتوصيف، والتصوير غيرها.