في عصرنا الحاضر قيمة علاقتك بالدول تعتمد على قوة اقتصادك إذا كنت قويا اقتصاديا فسيهابك العالم أجمع وسيحترمك، الصين أنموذج عظيم لهذا.

هل نحتاج كسعوديين أن يحترمنا العالم ويهابنا؟ الإجابة نعم خاصة في هذا الوقت الذي نبني قوة اقتصادنا فيه، ويتطلع العالم إلينا كدولة فتية ستقلب موازين قوى العلم والمال قريبا. قبل أشهر وقبل الإعلان عن الرؤية قام برنامج Newsnight على قناة بي بي سي بعرض تحليل قام به دبلوماسي اسمه مارك إربان، زعم فيه أن السعودية على وشك الانهيار، بل ستنهار قبل نهاية 2016، وأن احتياطها النقدي وصل إلى 656 مليار دولار أميركي، ليرد على هذا التحليل الكاتب البريطاني أليستر سلون بأسلوب ساخر قارن فيه بين الاحتياطي السعودي والبريطاني، وذكر أن الاحتياطي البريطاني عشر هذا المبلغ، وقدم إفادات عدة تسخر من إفلاسنا أو انهيارنا، بل أشار إلى أن لدينا عشرات الأوراق الرابحة، منها فرض الضرائب، بل نوه إلى أن توقفنا عن شراء ما يصنعونه سوف يهدد اقتصادهم لا اقتصادنا.

يبدو أن المسؤول الذي ذكر إفلاس المملكة يحتاج إلى إعادة لمقال أليستر وإرساله إلى بريده الشخصي.

لأن تبرير إلغاء البدلات لا يحتاج إلى كل هذا، بل المواطن أوعى من أن يبرر له بهذه الطريقة التي تضر مكانتنا في نظر العالم وهيبة اقتصادنا كبلد من العشرين بلدا الأقوى اقتصاديا.

لقد قرأنا ردة فعل الناس مما قاله المسؤول، وكثير منهم كان وطنيا جداً في خشيته من تأثير هذه العبارة، ولم يهمه هذا التبرير لفقد البدلات، فكلنا واثقون من عودة الوطن إلى مستوى أعلى اقتصاديا تعود معه البدلات، بل وتتضاعف.

إن السعودي وهب هذا الوطن أبناءه الواقفين على الحد، ورفض أن يتلقى العزاء فيمن فقد ما دام لأجل الوطن، لكنه أيضا لا يرضى بهذا التسطيح والتبرير المفجع.

أن تفكر قبل أن تتحدث هو ما يجب أن يعيه المسؤول السعودي، فالناس أكثر وعيا اليوم وإدراكا وقدرة على نقدك وكشف حقيقة ما تقول، ووطنك أيضا لا يستحق هذا التهويل المبالغ به.