فيما شكل انتخاب المرشح الجمهوري دونالد ترامب للرئاسة الأميركية صدمة وأمرا غير منطقي إجمالا، إلا أن هنالك ما يدعو إلى القلق في التعامل مع روسيا، إذ إن الرسالة الموجهة للروس دائما  "كونو حذرين لما تتمنوه". وبحسب تقرير للكاتب الروسي فلاديمير فرولوف في صحيفة "موسكو تايمز"، فإن هناك 7 أمور مربحة لروسيا من فوز ترامب بالرئاسة الأميركية، وهي: تأزيم العلاقات مع حلفاء أميركا التقليديين، وسياسة العمل المشترك مع موسكو، وزيادة الشراكة الاستثمارية مع أوروبا، وتأزيم العلاقة مع الصين، ومحاولة موسكو كسب أكبر عدد من الحلفاء، فضلا عن تقارب وجهات النظر في أوكرانيا وسورية، وإقناع ترامب بإلغاء العقوبات عليها.

وفقا للكاتب فقد أكد ترامب خلال حملته الانتخابية، على بعض الرموز التي لاقت آذانا صاغية لدى موسكو، ومن بينها الدور الروسي في الأزمة السورية، ووعد بالعمل مع كل من نظام بشار الأسد وموسكو لهزيمة داعش، ونزع كل التمويل للفصائل المسلحة المتطرفة، وهذا النهج يعتبر مقاربا لما يسعى إليه بوتين، وهو تكوين تحالف دولي موسع لمكافحة الإرهاب، كما أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان من بين أوائل القادة الذين هنؤوا ترامب بالفوز. 


سياسة التقارب


أوضح التقرير أن ترامب وعد بالنظر حول أحقية روسيا في جزيرة القرم، كما وعد أيضا بكشف اتفاقية أميركا الشمالية حول التجارة الحرة، عبر المحيط الأطلسي والهادئ، بالإضافة إلى الشراكة الاستثمارية مع أوروبا، التي تعتبر أهم نقطة جيوسياسية لروسيا"، مبينا أن روسيا دائما ما تشعر بأنها مستبعدة من أية قوانين للتجارة العالمية. كذلك وعد ترامب بأخذ رسوم على صادرات الصين، وإرغامها على إعادة تقييم عملتها، وهو ما يعني ارتفاع حدة التوتر بين الجانبين، ودفع بكين للتقارب أكثر مع موسكو.





عقبات التصالح

كشف التقرير عن أن سيطرة الجمهوريين على كل من مجلسي النواب والشيوخ، ستقيد الرئيس الجديد ترامب، بحكم أن الجمهوريين يعتبرون أكثر صرامة تجاه القضايا مع روسيا، بالرغم من أن ترامب لم ينتقد أوضاعها الداخلية أو حالة الديمقراطية فيها، بالإضافة إلى نائبه مايك بنس الذي وعد بإعادة النظر والتقييم في عنفوان روسيا تجاه القضية السورية والأوكرانية، الأمر الذي قد يكون معرقلا لترامب في مسألة تقاربه مع روسيا، وإعادة ترتيب الأولويات والمصالح الروسية.

وحذر التقرير، من أن شعار ترامب "عودة أميركا عظيمة من جديد"، يعيد تكرار السيناريو العسكري للرئيس ريجن، من ضمنه تطوير الأنظمة الدفاعية النووية، وهو الأمر الذي تمتعض وتتحسس منه موسكو، مؤكدا أن سياسة ترامب العدائية نحو حلفاء أميركا التقليديين ستزيد من حالة عدم الاستقرار، فضلا عن دفع كل من اليابان، وكوريا الجنوبية، لكي تصبحا قوتين نوويتين، أو انهيار برنامج إيران النووي، معتبر أن ذلك يمكن أن يضر بمصالح روسيا.

 


 تراجع الهيمنة الأميركية

أوضح التقرير أن روسيا يمكنها الترحيب بترامب في حال أعاد تقييم حلفاء أميركا الأمنيين، حيث إنه وعد في أحد خطاباته، بإرغام حلف الناتو والحلفاء الآسيويين، على الدفع أكثر مقابل حمايتهم، الأمر الذي يعتبر لأميركا مكلفا، وضربا لمصداقيتها تجاه التزاماتها مع حلفائها، مشيرا إلى أن الركود الاقتصادي وتراجعها في عدة قضايا في العالم، يفاقم من أزماتها مع حلفائها التقليديين.

 


روسيا تجرّب

وخلص الكاتب، إلى أن روسيا يمكنها الدخول في علاقة جيدة مع ترامب، كتجربة أولى لمعرفة ماذا يدور في خلده، وأن التعاون في القضية السورية يعتبر من أولى الأولويات، والرجوع إلى اتفاقية كيري-لافروف للعمل على القضاء على داعش والنصرة، مقللا في الآن ذاته من أن ترامب لا يمكنه تحمل رؤية موسكو قوية وإعطاؤها الضوء الأخضر لضرب سورية، أو الهيمنة على القضية الأوكرانية أو التحكم في الأسلحة النووية، وناصحا موسكو بوضع إستراتيجيات جديدة على الطاولة والدخول في مفاوضات أكثر إنتاجية وملاءمة لإزالة العقوبات عليها.

 


إقناع ترامب بإلغاء العقوبات عن روسيا


 تأزيم العلاقات مع حلفاء أميركا التقليديين


سياسة  العمل المشترك  مع موسكو


زيادة الشراكة  الاستثمارية  مع أوروبا


تقارب وجهات النظر في أوكرانيا وسورية


محاولة  موسكو كسب أكبر عدد من الحلفاء


تأزيم  العلاقة  مع الصين