محمد عامر
أصبحت مواقع وبرامج التواصل الاجتماعي (فيس بوك، تويتر، سناب شات، واتساب....)إلخ تؤكد حرفياً أن العالم أصبح قرية صغيرة ونموذجا مُصغرا من بعض المجتمعات السلبية، حيث يمارس بعض المُستخدمين بعض السُلوكيات الخاطئة التي لا تخضع لا لقانون ولا عُرف ولا دين.
فنجد أن حوادث السطو والسرقة وانتهاك حقوق الملكية الفكرية، أصبحت أمرا عاديا، ولا يحق لك أن تمنع أحدا من سرقة كتاباتك أو آرائك أو حتى صورك الشخصية، والأدهى من ذلك ترويج الإشاعات وترويج الأخبار الكاذبة، وحدث ولا حرج، فموقع يعلن خبرا والآخر ينفيه، في شتى المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فيُصيب المتلقي بحالة توهان وعدم الثقة في أي مصدر كان. ففي عالم "السوشيال ميديا" ينتشر مرض جنون الشهرة، حيث ظهرت في الفترة الأخيرة عدة حالات لأشخاص لم يقدموا سوى السطحية والتفاهة، ولم يسلم من هؤلاء أحد، بل إن الرد عليهم، عاد لصالحهم بالشهرة، فكلما انتشر ما يقدمونه كثر عدد متابعيهم، فالعلاقة دائما طردية، لكن مثل هؤلاء ينتهون فور ظهور آخرين مُنافسين لهم، والبقاء هُنا للأكثر سطحية من الآخر.
على النقيض من ذلك، نجد على الهامش مجموعات صغيرة جدا ممن يحسنون استخدام هذه البرامج والمواقع، حيث يتسمون بالمثالية، فتتسم صفحاتهم الشخصية بالهدوء التام ومُشاركة بعض آيات القُرآن الكريم والأحاديث النبوية وبعض الصور لمناظر طبيعية، ولا يشاركون في ترويج الإشاعات، بل يكتفون بالمتابعة عن بُعد. وهنا نعتب على بعضهم ممن لديه العلم والاطلاع في عدم بيان الحقيقة للناس وتوجيههم وإرشادهم والاستفادة من هذه البرامج والمواقع للتوعية بأضرار سوء استخدام هذه البرامج فالسوشيال ميديا منارة حقيقية لعرض الأفكار والمعلومات الصحيحة بطرق تواكب العصر، وتصل سريعا إلى المجتمع في كافة المجالات.