عزيزي المسؤول، بعد كل هذه الظروف والأزمات أثبت المواطن السعودي حسن نواياه، وأثبت أنه ضد الفوضى حتى بعد أن تضرر من بعض القرارات التي أثرت على دخله، وعلى لقمة عيشه.
عزيزي المسؤول، هل تعرف كيف تعامل المواطن مع كل هذه الأحداث؟ تعامل معها بالنكتة والفكاهة! هل هناك سلميّة أكثر من ذلك؟
هو يريد أن يعبر عن رأيه بحرية، لا يسعى إلى خراب ولا يحرض على فتن، لأنه يعرف جيدا نتائجها الوخيمة.
عزيزي المسؤول، أنت تعرف جيدا أن المواطن الآن يشعر بالغضب، فدعه يعبّر عن مشاعره بلا خوف، وهذا أبسط حقوقه. هو ليس جمادا ولا حجرا، هو بشر ومن حقه أن يغضب وينتقد. الخطر الحقيقي يكمن في الصمت والسكوت مع الإحساس بالظلم.
عزيزي المسؤول، لا تعتقد أن كل المواطنين يفهمون لغة الأرقام والاقتصاد، فبعضهم لا يعرف إلا حقيقة واحدة فقط وهي: أن جزءا من دخله قد ذهب!
هو يعرف أننا نمر بأزمة، ولكنه يسأل: لماذا أنا فقط من يتحمل تبعات هذه الأزمة؟ لم أكن أحد صنّاع القرار! ولم أكن مسؤولا عن الفساد! بل أنا مثل وطني أكثر من تضرر منه.
عزيزي المسؤول، هل تعلم أن ما يتناقله المواطنون فيما بينهم من رسائل ساخرة أو جادة مختلفة كليا عما يتناقلونه في العلن! رغم أنها أقل من عادية ولكنهم يشعرون بالخوف، لأن سقفها أعلى قليلا عما يقولونه في العلن. هذا الخط الموازي لن تستطيع أن تحتويه قبل أن يتشوه إلا برفع سقف الحرية.