كثيرة هي الأخبار الإعلامية التي تصلنا عن الأوضاع في اليمن، فالحرب كر وفر، ولكن المشاهد منذ وقت بداية هذه الحرب يرى سعي الشرعية اليمنية لاستعادة الأراضي من ميليشيات الحوثي وأنصار المخلوع صالح، ويرى كثرة فرص الهدنة بين الفينة والأخرى، وهناك من يرى عدم جدوى تلك الهدنة.
جميعنا يعرف ما حدث في مفاوضات الكويت وما أعقبها من أحداث، وتأخر تلك الميليشيات الانقلابية عن الحضور، وإفشال المفاوضات بدافع شرعنة الانقلاب، ناهيك عن انتهاكات الهدنة على أرض الواقع من قبل الحوثيين، وهو دليل واضح على أن المستفيد الأول من تلك الهدنة هم الانقلابيون، فكلما اقترب الحل العسكري من حسم المعركة ميدانيا ارتفعت الأصوات التي تنادي بفرض هدنة يتم فيها إجهاض ذلك الحل؛ واستعادة الانقلابيين أنفاسهم وبسط نفوذهم، وإطالة هذه الحرب الاستنزافية لكافة الموارد، والمتضرر الوحيد منها هو المواطن اليمني، وهذا ما تريده إيران، مع أنصارها من (الحوثيين) والرئيس المخلوع.
إن إمداد إيران لأنصارها في اليمن بصواريخ بعيدة المدى، يدل على عدم اهتمامها بالمجتمع الدولي، وحرصها على التدخل في الأوضاع الداخلية، واستمرار عدم استقرار منطقة الخليج والشرق الأوسط، وهذا ما يدل على أن الحل السلمي في المفاوضات ليس من أهداف إيران التي تسعى لهذا الاستنزاف من خلال الحرب بالوكالة، حيث إنها تتباهى بتدخلها في شؤون الآخرين، وما نراه هو صمت المجتمع الدولي.
ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وهذه حقيقة يجب الالتفات إليها بشكل جاد، وفي اعتقادي أن القائمين على استعادة الشرعية في اليمن هم بحاجة اليوم إلى العمل بكافة الوسائل بما فيها الحل العسكري الذي أصبح الحل الوحيد لهذه الحرب، ورفض أي هدنة حتى ينتهي الحوثي وأتباعه، وتعود الشرعيّة لليمن وإنهاء هذه الحرب.