رغم أن استطلاعات الرأي التي تجريها وسائل الإعلام ومراكز الدراسات والبحوث الأميركية، عن توجهات الناخبين، ظلت على الدوام تقدم مؤشرات واقعية عن موقف المرشحين، وتلامس الحقيقة إلى حد بعيد، إلا أن هذه الحقيقة غابت خلال الانتخابات الأخيرة، فعلى الرغم من أن معظم الاستطلاعات التي أجرتها الصحف والفضائيات كانت تمنح المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون أفضلية واضحة على حساب خصمها الجمهوري، دونالد ترامب، مؤكدة أن الفارق بين الاثنين بلغ في بعض الأحيان 12 نقطة لمصلحة المرشحة الديمقراطية، إلا أن المفاجأة الكبرى التي فجرتها صناديق الانتخابات أشارت إلى أن ترامب هو الذي يتقدم بفارق كبير، بعد فرز كافة أصوات الناخبين.
يشير محللون إلى أن بعض وسائل الإعلام الأميركية استعاضت عن الحقيقة بالتمنيات، لا سيما أن صحيفة نيويورك تايمز ظلت حتى لحظة قبل إغلاق صناديق الاقتراع تؤكد أن كلينتون تتفوق على منافسها، ومنحتها نسبة 85% للفوز بالانتخابات، واطمأن غالبية المشاهدين لتلك الأرقام، حتى إذا ما جاءت لحظة إعلان النتيجة الفعلية تفجرت المفاجأة التي قلبت تلك التوقعات رأسا على عقب. وقالت مصادر إعلامية إن التضليل الذي مارسته استطلاعات الرأي بدأت حقيقته تتضح قبل إعلان النتائج النهائية، حيث تعاونت مؤسسة "فايس ميديا الإعلامية" ومجلة "سليت" الأميركيتان في إبراز ما يحصل عليه كل مرشح من أصوات في المجمع الانتخابي في سبع من الولايات التي كان الصراع بين المتنافسين محتدما فيها، وذلك استنادا إلى استطلاعات الرأي بعد إدلاء الناخبين بأصواتهم. وأظهر موقع "فوت كاستر" لاستطلاعات الرأي تقدم كلينتون ظهر أول من أمس في تلك الولايات السبع جميعها. الصورة انقلبت تماما في المحصلة الأخيرة لتؤكد أن وسائل الإعلام، وإن كان بعضها، أخفقت في التنبؤ بنتائج الانتخابات، وفشلت في قراءة ورصد أفكار الناخبين، إلا أن طريقة أداء البعض الآخر تؤكد تحيزه لطرف من الأطراف.
الأميركيون يبحثون عن الهجرة
أبها: الوطن
توالت أعطال موقع الهجرة إلى كندا، مع تأكيد شبكات الأخبار العالمية فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، وذلك بسبب الإقبال الكبير الذي شهده الموقع من الراغبين في الهجرة إلى كندا.
وقال موقع "كوارتز" الإخباري إن الزوار الذين يزورون موقع الجنسية والهجرة الكندي، كانوا يفشلون في الدخول إليه ويواجهون رسالة بأن "الصفحة لا تعمل"، خاصة بعد تزايد احتمالات فوز ترامب مع تقدم عملية الانتخابات.
وكان البحث عن عبارة "الهجرة إلى كندا " في محرك جوجل هو الأكثر استخداماً خلال الساعات الأربع الأخيرة من الانتخابات، تلتها عبارة "مستقبل داو" و"داو جونز" للاستفسار عن احتمالات توجه سوق الأسهم الأميركية.
ووصل معدل البحث عن معلومات تتعلق بدونالد ترامب خلال الـ 24 ساعة الأخيرة 57% مقارنة بمعدل البحث عن معلومات تتعلق بهيلاري كلينتون الذي لم يتجاوز 43%، كما تم البحث عن شعار ترامب "اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" أكثر بـ 22 مرة من البحث عن "سوف أنتخبها".
ولم يتحول الناخبون الأميركيون المكتئبون إلى كندا فقط، بل حظي موقع الهجرة إلى نيوزيلندا بارتفاع كبير في نسبة الدخول أيضا. فقد سجل 1.593 أميركيا في موقع "نيوزيلندا الآن" منذ 1 نوفمبر – وهي زيادة بمعدل 50% عن معدل التسجيل الشهري خلال سبعة أيام فقط.
كما ارتفع معدل زيارات المواطنين الأميركيين للموقع بنسبة 80% أيضا –حيث وصل إلى 41.000- من 7 أكتوبر إلى 7 نوفمبر، مقارنة مع نفس الفترة في العام الماضي.
وكانت الحكومة الكندية عشية الانتخابات قد أعادت تأكيد التزامها بدعم برنامج الهجرة إلى كندا، حيث كانت قد التزمت مؤخراً باستقبال 300 ألف مهاجر ولاجئ من أصحاب المهارات، وهو أكبر عدد منذ قرن.