أكد خبراء مصريون أن لجوء التنظيمات الإرهابية على اختلاف توجهاتها لتجنيد الأطفال ليس فكرة عبثية وإنما تحمل معنى ودورا هاما، حيث يمثل الأطفال الامتداد للتنظيم لكون الطفل خامة سهلة التشكيل في أيدي تلك الجماعات، وهو ما أثاره بمصر مؤخراً إعلان وزارة الداخلية القبض على طفل دون سن الخامسة عشرة بعدما حرضته جماعة الإخوان على تصوير مواقع شرطية وسيارات شرطة تمهيداً لاستهدافها من قبل العناصر المتطرفة بجنوب القاهرة.

وقال استشاري الطب النفسي، الدكتور جمال فرويز، إن "الأطفال يسهل إقناعهم وجذبهم إلي البروباجندا التي يسعي التنظيم إلي تلقينها لهم، حيث يسهل تلقين الأطفال بالأفكار التي يتبناها التنظيم، مبينا أن "الطفل الذي يتم تجنيده بالتنظيمات الإرهابية يمر بمراحل مختلفة قبل أن يصل للتدريب العسكري بين صفوف التنظيم، منها الإعداد النفسي والأيديولوجي والجسدي، حتي يصير الطفل على درجة عالية من الليونة الجسدية ويقدر على تنفيذ عمليات التنظيم بدون اهتزاز أو ندم".

وأوضح الخبير الأمني عماد محروس أن "تجنيد الأطفال يوفر للتنظيمات الأمنية بيئة خصبة لاستخدامهم في تنفيذ عمليات الخداع الاستراتيجي، مثل استخدامهم في الخطوط الأمامية لنقل المتفجرات عبر الحدود والكمائن أو في تبادل الرسائل وغيرها من المهمات المختلفة، خاصة أن الأطفال دون سن الثانية عشرة لا يكون لديهم تصور واضح جدا عن الموت، ويتعاملون مع فنون القتال كما لو كانت لعبة فيديو، ونتيجة لذلك يمكن أن يظهروا كمن لا يعرفون الخوف ما يسمح لهم بتنفيذ عمليات دون النظر إلى تداعياتها على حياتهم الشخصية.