هل تعلم أيها المواطن العربي أن إقليمنا، الذي يضم 22 دولة من الخليج للمحيط، وتعادل مساحته 9.6% من مساحة العالم، ويشكل عدد سكانه 5.3% من سكان المعمورة، هو الإقليم الفريد في العالم الذي شرفه رب العالمين بجميع أنبيائه ورسله، والإقليم الوحيد بين أقاليم المعمورة الذي تمت تسميته باللغة التي نستخدمها، والإقليم المميز في قريتنا الكونية الذي ينعم بثروات مؤكدة تعادل كميتها عالمياً 55% من النفط، و28% من الغاز، و76% من الفوسفات، و32% من المعادن الأخرى مثل النحاس والقصدير والحديد والزنك طبقاً لتقارير البنك الدولي، بالإضافة إلى 31% من الآثار العالمية الموثقة في منظمة "يونسكو".
وهل تعلم أيها المواطن العربي أن إقليمنا، الذي يطل على أربعة من أكبر وأهم خمسة ممرات بحرية في العالم وهي الخليج العربي وباب المندب وقناة السويس ومضيق جبل طارق، أصبح يتحكم اليوم بعبور وانتقال 45% من حجم التجارة العالمية، التي ارتفعت قيمتها في العام الماضي إلى 27 تريليون دولار أميركي. ومع ذلك لا يزيد حجم تجارتنا العربية على 9% من حجم التجارة العالمية شاملةً النفط والغاز، وتقل عن 1% بدون النفط والغاز، بينما تنخفض صادرات العالم العربي السلعية والخدمية إلى أقل من 7% من حجم الصادرات العالمية، مما أدى إلى ارتفاع ديون الوطن العربي في العام الماضي إلى نحو 23% من قيمة ناتجه الإقليمي الإجمالي الذي لا تزيد نسبته على 3.5% من الناتج الإجمالي العالمي، ويمثل نحو 16% من الناتج الأميركي الإجمالي ونحو 55% من الناتج الياباني الإجمالي.
وهل تعلم أيها المواطن العربي أن أميركا، التي احتفلت في الشهر الماضي بنجاحها في تحقيق المرتبة الأولى بين دول العالم في إتقان لعبة القوة الناعمة، تتألق في عصر العولمة بتفوقها في تصدير إعلامها من خلال إنتاج 66% من الأفلام والبرامج التلفزيونية، وامتلاك 23% من القنوات الفضائية، لتأتي في المرتبة الأولى إعلامياً، تليها بريطانيا ثم فرنسا، وجاءت كل من تركيا وإيران في المركز 23 و24 على التوالي، ودويلة إسرائيل في المرتبة 26، بينما أخفق إقليمنا العربي في تحقيق مرتبته المتقدمة ضمن قائمة أفضل 30 دولة إعلامياً، علماً بأنه يمتلك حوالي 16% من فضائيات العالم، ليفشل إعلامنا العربي في توضيح مواقفنا الثابتة وتحسين صورتنا المشوهة.
وهل تعلم أيها المواطن العربي أن الإعلام في عصرنا الحاضر أصبح أداةً مهمةً في محاكاة شعوب العالم بلغة تفهمها، وفناً من فنون القوة الناعمة التي لا نتقنها، ووسيلةً من وسائل إقناع المنظمات الدولية التي تجاهلناها، ومصدراً من مصادر توعية العالم بنتائج أعمالنا الإنسانية، ونشر تقاريرنا المُشَرِّفة على كافة المحطات الفضائية وبمختلف اللغات العالمية لتوضيح صورتنا الحقيقية والتأكيد على مبادئنا الثابتة.
وهل تعلم أيها المواطن العربي أن خلود إعلامنا في سباته العميق وفشله في الدفاع عن قضايانا أدى إلى انطلاء أكاذيب أعدائنا على الرأي العام العالمي ومنظمات حقوق الإنسان، ليخطفوا سماحة ديننا ويزيفوا أخلاق مجتمعنا ويتلفوا ما تبقى من ثقافتنا. ولعل انشغال نصف إقليمنا بإطفاء فتيل الفوضى الخلاقة التي تجتاح فصولنا الأربعة، وخلود نصفه الآخر للنوم والراحة، أخلَّ بموازين عدالتنا وأدى إلى تراجع حيلتنا وتشتت قوتنا، فأصبحنا إلى جانب غياب إعلامنا عاجزين عن مقارعة كل من يسيء إلى سمعتنا، ومواجهة كل من يحاول تشويه صورتنا.
لذا عندما تحتج الدول الغربية على ارتفاع عدد سجناء الحق العام في إقليمنا العربي إلى 22 ألف سجين، وزيادة عقوبات الإعدام في العام الماضي إلى 865 عقوبة، يخفق إعلامنا العربي في التصدي للدفاع عن قضائنا وأحكام شرعنا، ويتجاهل أعداد السجناء في الدول الغربية التي ارتفعت خلال العام الماضي إلى أكثر من 5 ملايين سجين، لتعادل 50% من كافة سجناء العالم، إضافةً إلى تفاقم أعداد الجرائم بين شعوب العالم إلى 500 ألف جريمة، تم اقتراف 31% منها في أميركا، و36% في إفريقيا، و27% في آسيا، و6% في أوروبا.
وهل تعلم أيها المواطن العربي أن جرائم القتل تزداد في الدول الغربية بسبب ترنح قضائها تحت وطأة منظمات حقوق الإنسان، وامتناع قُضاتها وأنظمتها عن تطبيق العقوبات الرادعة على المجرمين لرفع الظلم عن الأبرياء وتأمين الحياة الآمنة لكل إنسان، مما أدى إلى تضاعف متوسط العدد الإجمالي لجرائم القتل في الدول الغربية 600% خلال العقود الثلاثة الأخيرة، طبقاً لتقارير هيئة الأمم المتحدة.
فأين إعلامنا العربي ليوضح انخفاض نصيب الشرق الأوسط من جرائم القتل بنسبة 7%، بينما ارتفعت هذه النسبة إلى 31% في أميركا اللاتينية و22% في أوروبا و18% في آسيا و13% في إفريقيا و9% في يوراسيا. وأين إعلامنا من الإحصائيات الرسمية للأجهزة الأمنية في الدول الغربية التي تؤكد في تقاريرها ارتفاع عدد المنظمات الإجرامية في العالم إلى 2377 منظمة، لتحتل أوروبا المرتبة الأولى بعدد 655 منظمة، تليها آسيا بعدد 506، وأميركا اللاتينية بعدد 378، بينما انخفض هذا العدد إلى 319 منظمة في الدول العربية و238 في إفريقيا.
وأخيراً هل تعلم أيها المواطن العربي أن إعلامنا الغائب عن حقائق إقليمنا المغلوب على أمره والمتغيب عن حقائق الأقاليم الأخرى المتسلطة على قوانين المعمورة، لا يعلم أنه فشل في تحقيق أهدافنا وتوضيح صورتنا لأنه لا يتقن اللغة التي تتحدث بها شعوب العالم.