في الثلاثاء الماضي، أجّلت السلطة الفلسطينية الانتخابات البلدية المحلية إلى أوائل 2017، بعد سلسلة متصاعدة من النزاعات بين حركة فتح التي يتزعمها محمود عباس في الضفة الغربية، ومنافستها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة انتهت إلى طريق مسدود.
وستكون الانتخابات المحلية المرتقبة الأولى منذ عام 2012، عندما فازت فتح بالتزكية في الضفة الغربية، أول منافسة ديمقراطية بين فتح وحماس منذ فوز الأخيرة في الانتخابات التشريعية عام 2006.
تلقت لجنة الانتخابات بتاريخ 8 سبتمبر الماضي، قرارا من محكمة العدل العليا في رام الله، يقضي بوقف قرار مجلس الوزراء بإجراء الانتخابات المحلية مؤقتا لحين البت في الدعوى المرفوعة أمامها.
وفي 3 أكتوبر الحالي، قررت محكمة العدل العليا الفلسطينية الاستمرار بإجراء الانتخابات في الضفة الغربية، وإسقاط إجرائها في قطاع غزة، لعدم وجود قضاء شرعي مشكل حسب القانون الأساسي والقوانين ذات العلاقة.
فأوصت اللجنة في رسالة بعثتها إلى الرئيس محمود عباس بتأجيل إجراء الانتخابات المحلية 6 أشهر، بحيث يتم خلالها ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، وبعد قرار مجلس الوزراء القاضي بتأجيل الانتخابات المحلية في جميع المحافظات، حفاظا على وحدة الوطن، ترى اللجنة أن هذا القرار يأتي منسجما مع توصياتها بتأجيل العملية برمتها مؤقتا، بدلا من استكمال إجرائها في الضفة الغربية فقط، والذي كان من شأنه تعميق الانقسام بين شطري الوطن، مما يضر بالمصلحة العامة للشعب الفلسطيني.
ولذلك، ينبغي إزالة الخلاف الأخير بين فتح وحماس، وإبعاد أي شك حول إمكان المصالحة بين اثنين من أكبر الأحزاب السياسية الفلسطينية.
وينظر الجانبان إلى الانتخابات البلدية على أن محصلتها ستكون صفرا، ويخشى عباس وحركة فتح التي يتزعمها من فوز حركة حماس بأحد المجالس البلدية في الضفة الغربية، وبالمثل تخشى حماس فوز أحد مرشحي فتح في قطاع غزة.
لقد عانت حركة فتح من هزائم مُحرجة في كل انتخابات شعبية على مدى 10 سنوات تقريبا.
وأدت خسارتها في الانتخابات البرلمانية عام 2006 إلى حرب أهلية عام 2007، إذ أصبحت الضفة الغربية تحت قيادة فتح، وأصبح قطاع غزة تحت سيطرة حركة حماس.
ومنذ ذلك الحين، بدأت شعبية حركة فتح تقل في كل استطلاعات روتينية في مضمار الانتخابات الطلابية.
جرت أول انتخابات بلدية بعد وقت قصير من وفاة زعيم السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات في نوفمبر 2004، وكان من المقرر إجراء الانتخابات على عدة جولات، على أن تبدأ الجولة الأولى في ديسمبر.
وعلى الرغم من أن حركة فتح فازت في الجولة الأولى، إلا أن حماس سيطرت على عدة مجالس قروية في قطاع غزة وفازت في 9 بلديات.