طاف السؤال الذي طرحته جامعة "ميشيجان" حول العالم، وتم رصد إجابات عشرات الآلاف من الناس.. تقول الجامعة إنها أرادت قياس الرحمة والتعاطف.. ويقول سؤالها: "هل ما زالت أميركا هي الأكثر سخاء وتعاطفا؟"..
السؤال، وإجابات السؤال، كشفت أن السعوديين يأتون في المرتبة الثانية عالمياً بعد "الإكوادور"، في حبهم للآخرين ومساعدتهم ..!
متقدمون - نحن بالطبع - على عشرات الدول في أوروبا وأميركا وآسيا وإفريقيا!
بالنسبة لي، لم تقدم الجامعة جديدا.. قلت هذا مرارا وتكرارا؛ إن هذا الشعب يعد أحد الشعوب القليلة في العالم الذي يعد الكرم والطيبة والنخوة و"الفزعة" وعمل الخير في صميم ثقافته وموروثاته، بل وجيناته التي تطبع تصرفاته!
ولم أكن لأعيد الحديث حول هذا الأمر لولا قلق "السؤال السابر" الذي يحاصرني منذ سنوات: "لماذا يكرهوننا"؟!
حينما تصنفنا إجابات عشرات الآلاف من البشر حول العالم بأننا الأكثر إحسانا للآخرين هي تتكئ على مواقف عابرة لسعوديين عابرين في العالم.. كيف لو استطعنا أن نوصل لهم ماذا قدمنا من مساعدات للعالم، وما نقدمه اليوم.. سنتقدم الإكوادور حتما!
خذ موقفا إنسانيا مذهلا تدعمه الأرقام: تؤكد الصحف أمس - بشكل غير مباشر - أن بلادنا هي الداعم الرئيس لقضية الشعب السوري الشقيق.. تحتضن بلادنا اليوم 2,5 مليون سوري يعيشون وسط المجتمع وكأنهم نسيجه الخالص.. هناك 131 ألف طالب سوري يدرس جنبا إلى جنب أبنائنا في مدارس التعليم العام.. هناك أيضا أكثر من 10 آلاف طالب في التعليم الجامعي.. ولم تتوقف جهود هذه البلاد المباركة في نصرة الأشقاء هنا، بل ذهبت إليهم في مخيّم الزعتري، وأمضت - بالدقيقة والدقة - 197 أسبوعا في خدمتهم صحيا واستقبلت قرابة 3 آلاف لاجئ سوري وقدمت لهم الرعاية الصحية اللازمة..
الخلاصة .. وبعيدا تماما، عن المثل السابق، يطل السؤال برأسه مرة أخرى: لماذا يكرهنا بعض العرب؟!
لماذا يكرهوننا على الرغم من كل ما قدمناه، ونقدمه لهم؟!
لماذا تظهر أنيابهم السامة عند أول خلاف؟!
يا لهذه المفارقة الموغلة في السواد: العالم يصنفنا أننا ثاني دولة عالمية بمقاييس السخاء والعطف والتعاطف .. بينما بعض من كنا نعتبرهم أشقاءنا العرب، استبدلوا ألسنتهم وأقلامهم؛ بالخناجر المسمومة!