فيما يستهدف الغرب تنظيم داعش في سورية والعراق حاليا، تعمل جبهة فتح الشام في سورية، بعد انفصالها عن تنظيم القاعدة قبل ثلاثة أشهر، على إعادة بناء نفسها ورسوخها مع عدّة جبهات أخرى، وهو ما يشكل خطراً كبيرا بعيد المدى على الغرب، يفوق الخطر الذي يمثله تنظيم داعش، وذلك وفقا لتقرير مؤسسة "راند" للأبحاث والتطوير الأميركية، قال إن سلوك القاعدة لم يكن مفاجئا كون التنظيم وتابعيه لم يتسموا بالمرونة"، مبينا أنه من خلال 10 آلاف مقاتل، أصبحت جبهة فتح الشام متفوقةً على قدرات القاعدة في شبه الجزيرة العربية وبلاد المغرب الإسلامي، مضيفا أن سورية تعد نقطة الانطلاق المثالية للقاعدة، كي يتم النهوض بحملتها العالمية للإرهاب عن طريق جبهة فتح الشام.
أضاف التقرير أن زعماء القاعدة القدامى مثل سيف العدل، هم الذين يوجهون إستراتيجية الجبهة في سورية، مع التركيز على موافقة السكان المحليين والعمل على كسب الشرعية السياسية بالأجزاء التي تقع بالشمال الغربي من سورية، الذي يغلب على سكانها اتباع المذهب السني. وتابع أنه من خلال هذه الإستراتيجية فإن القاعدة أسست لنفسها علاقات وثيقة مع السكان المحليين، كما قامت بنقل مقاتليها ومواردها إلى سورية. مشيرا إلى أن الجبهة بعد انفصالها عن القاعدة، استفادت من حملة الغرب والروس ضد داعش، وحاولت أن تكون أقل ظهوراً أمام خصومها، وهم نظام الأسد، والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
تحديد الثوار والإرهابيين
تدور بعض الشكوك حول أن داعش قد تشكل خطراً على الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط، وقد أثبتت رغبتها ومقدرتها على مهاجمة الغرب، ولكن من زاوية ومنظور أوسع، فقد تم تشبيه داعش بالعدوى الممرضة التي بالإمكان معالجتها ومنعها، بينما القاعدة وأتباعها أشبه ما يكونون بالسرطان الذي يتصدى للعلاج ويستمر في الانتشار.
وطالب التقرير الدول الغربية بأن تبذل ما في وسعها للتحقق من أن جبهة فتح الشام والمتعاطفين معها غير ناجحين في محاولاتهم للتوسع في سورية بنفس الطريقة التي توسع بها حزب الله في لبنان. وقال "هذا يعني أنه لا بد من اتخاذ إجراءات صارمة من أجل تفريق وعزل العناصر المتشددة عن الوسطيين ضمن المعارضة السورية، وبغض النظر، سواء بقي الأسد أو تنحى فلابد أن يكون ذلك هدفاً سامياً للدول الغربية التي تعمل على حل الأزمة السورية".