تضاربت استطلاعات الرأي الأميركية في تحديد هوية الطرف الذي يتقدم على الآخر في انتخابات الرئاسة المزمع انطلاقها بعد غد، مما أصاب المشهد الانتخابي بضبابية شديدة، بسبب غياب الرؤية الواضحة.
فبينما أشار استطلاع أجرته صحيفة نيويورك تايمز، وشبكة سي بي إس، إلى أن المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون تتقدم بعض الشيء على منافسها الجمهوري، دونالد ترامب، قال استطلاع آخر أجرته شبكة ABC إن الأخير يتقدم بمقدار نقطة، فيما أشار استطلاع ثالث أجرته صحيفة واشنطن بوست إلى أن 80 % من الناخبين غير متحمسين لهذه الانتخابات، بسبب التوتر الذي ساد منذ المناظرة الأولى.
لعنة البريد
رغم أن كلينتون كانت تتفوق على خصمها بفارق مريح قبل أقل من أسبوعين، إلا أن الفضيحة التي تفجرت مؤخرا، عندما اكتشف مكتب التحقيقات الفيدرالي أن زوج مساعدة كلينتون، هوما عابدين، متورط في قضية فساد أخلاقي مع فتاة قاصر، وبتفتيش حاسوبه الشخصي عثر على عشرات الآلاف من الرسائل التي أرسلتها عابدين من ذلك الحاسوب، مما دعا رئيس المكتب، جيمس كومي، إلى إصدار قرار بإعادة فتح التحقيق في قضية البريد الإلكتروني التي سبق إغلاقها. واستغل ترامب هذه المفاجأة ووجَّه اتهامات قاسية لمنافسته واتهمها بالفساد وعدم الصلاحية لترؤس البلاد. وبعد إعادة التحقيق تراجعت شعبية كلينتون بصورة ملحوظة.
سباق محموم
نتيجة لتراجع شعبية كلينتون، سارعت حملتها الانتخابية إلى تكثيف جهودها خلال الفترة الماضية، لاستعادة ثقة الناخبين، وجندت أفضل ما لديها من طاقات بشرية ونجومية. وفي الأيام الماضية انتشرت أهم الشخصيات الديمقراطية في الولايات المحورية، وفي طليعتهم الرئيس باراك أوباما، ونائبه جون بايدن، والسيناتور بيرني ساندرز، وعدد من النجوم والمشاهير الذين يحظون بقبول واسع وسط الناخبين، لأجل إنقاذ حظوظ كلينتون، وفي المقابل قام الجمهوريون بتجنيد زوجة مرشحهم، ميلانيا ترامب، وشخصيات رياضية مشهورة، إضافة إلى شخصيات جمهورية معروفة مثل رئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني. هذا الصف الأول من الديمقراطيين الذي انتشر في ولايات مثل فلوريدا ونورث كارولينا، يعكس قلقهم المتزايد من احتمال تقلص المسافة أكثر بين كلينتون وترامب، وضرورة منع بروز مفاجآت في نسب الإقبال على التصويت، خاصة في صفوف الأقليات والنساء.