هيا الشاهين



الإشراف التربوي مطلب ضروري لنجاح واستمرار العملية التربوية؛ حيث إنه أهم مدخلات النظام التعليمي باعتباره العنصر الفعال في سير العملية التعليمية، ابتداء من عملية التخطيط للتقويم؛ لأنه لا يقتصر على نشاط معين بحد ذاته، بل لأنه يحتوي على عدد من الأنشطة التي يقوم بها المشرف تجاه المعلمين في مساعدتهم في إستراتيجيات وفنيات المهنة، وفي عملية تقويم وتطوير الأداء المدرسي ككل. فنجاح المؤسسات التعليمية متعلق في ظل وجود إشراف تربوي فعال.

ومع أهمية الإشراف والمشرف ودورهما الفعال في تحقيق جودة النظام التعليمي إلا أنهما لا يزالان يعانيان قصورا في تأدية دورهما على أكمل وجه.

فتدني تأهيل المشرفين التربويين يعد من أبرز معوقات الإشراف التربوي التي تحول دون تحقيق الهدف المنشود، وتلك المعوقات لها أسباب عديدة  يتمثل أهمها في الآتي:

1. رغبة المشرفين في البقاء على الروتين المعتاد، وعدم وجود الرغبة في التطوير والتغيير.

2. عدم وجود وقت كاف يمكنه من حضور دورات تأهيلية، وضيق الوقت أمام المهام الموكلة إليه.

التطور المستمر في المعرفة والنظريات التربوية يستدعي من المشرف التربوي التجديد، ومتابعة التطورات والتغيرات التي ستساعد في تحقيق رؤية الوطن (2030)، وبرنامج التحول الوطني، والتغيرات التي تطمح المملكة إلى تحقيقها في التعليم، وهذا يتطلب تغيرا منشودا في النظام التعليمي. لهذا فينبغي على المشرف التربوي أن يتطور، ويكون له أثر ملموس في جودة هذا النظام، وهذا ما أكدته نتائج سبحي (2015) بأن المشرفات التربويات بحاجة إلى التدريب في جميع العناصر التي لم يصل أداؤهن فيها إلى مستوى التمكين.

بناء عليه، فلا بد أن يمتلك المشرف التربوي الكفايات والمهارات التي تمكنه من القيام بعمله، فمن تلك المهارات: العلمية، والإنسانية، والفنية، والمتعلقة بالتنظيم المدرسي، أن يلم -كذلك- بعناصر الإدارة: التخطيط، والتنظيم، والتنسيق، والتوجيه، والتقويم، وأن يهتم بالتنمية الذاتية، فهي وسيلة من الوسائل التي تمكنه من اكتساب ما ينقصه من مهارات، فالله -سبحانه وتعالى- يقول: {إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم}؛ فعليه أن يتعرف على كل ما يستجد في الميدان التربوي، ويطور مستواه بشكل دائم ومستمر.

ويمكن اقتراح بعض الحلول التي تسهم -إن شاء الله تعالى- في إعداد، وتأهيل، وتطوير المشرفين التربويين، منها:

1. تأهيل المشرفين قبل الخدمة وأثناءها.

2. الحصول على رخصة لمزاولة الإشراف التربوي كشرط أساس للعمل الإشرافي.

3. وجود لجنة تعمل على حصر الاحتياجات التربوية للمشرفين التربويين. كما ينبغي أن يكون تسجيله في الدورات بناء على الاحتياج التدريبي، ويكون البرنامج التدريبي مواكبا لكل ما هو جديد ومستجد في الميدان، حيث تؤكد دراسة العمري (1429) إلى ضرورة عقد دورات تدريبية للمشرفين التربويين، على أن تتناول تلك الدورات الإشراف التربوي وأساليبه، خصوصا الورش التعليمية لما لها من أهمية في الارتقاء المهني للمعلم.

4. تطوير الآلية المتبعة في اختيار المشرف التربوي.

5. إلزام المشرف باستكمال الدراسات العليا.

6. تنظيم زيارات في مختلف البلدان تتكفل بها الوزارة للمشرفين التربويين للاستفادة من الخبرات العالمية في مجال الإشراف التربوي.

فيا أيها المشرف التربوي كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم بوجه عام، وفي النظام التعليمي بوجه خاص.