في الذكرى الـ28 لمجزرة عام 1988، حين أمر الخميني بإعدام 30 ألف سجين سياسي، تستذكر باريس هذه الحادثة البشعة في معرض أقيم في مقر بلدية الدائرة الثانية الشهر الماضي، تكريما لضحايا الجريمة المروعة التي تعد من أعظم ملفات انتهاك حقوق الإنسان.
استعرض المعرض صور وأسماء شهداء المجزرة من الذكور والنساء الذين أغلبهم من الشباب.
ودعت مريم رجوي، رئيس حزب المعارضة، المحكمة الدولية إلى إعادة فتح القضية والتحقيق في الأمر، ومحاسبة نظام الملالي وكل من هو متورط في هذه القضية التي يكتنفها الغموض.
مريم رجوي، اسم أصبح رنّانا له ثقله في المحافل السياسية، لا سيما إذا تطرقنا إلى الملفات الإيرانية.
مريم رجوي، رئيس حزب المعارضة في المنفى، تعد اليوم من أقوى الشخصيات السياسية في إيران شعبيا وقياديا، ولها توجّه إنساني، تحارب القمع المتصاعد وانتهاكات حقوق الإنسان من جرائم وتعذيب، وتطالب بالشفافيّة لتصبح صوتا فاعلا وناشطا يناشد بمكافحة الفساد، وبتحقيق مطالب وحقوق شعبها.
في عام 2004، وفي عهد الرئيس جاك شيراك، اعتقلت الحكومة الفرنسية مريم رجوي وهي في مقر الجمهورية المنتخبة من قِبل المقاومة الإيرانية التي تقع في بلدية افيرسوراواز شمال غرب باريس.
قامت دولة فرنسا بذلك استجابة لحكومة خامنئي التي كانت قد طالبتها بتسليم مريم رجوي، لأنها بالنسبة لهم خطر ومطلوبة سياسيا لما لها من تأثير ونفوذ عال.
وبعد أيام من اعتقالها في سجون فرنسا، طالب العديد من الشخصيات السياسية الفرنسية -كزوجة الرئيس السابق فرانسوا ميتران، وبعض أعضاء الكونجرس الأميركي، وناشطو حقوق الإنسان حول العالم- بإطلاق سراح رجوي.
وتظاهر الكثير من الجالية الإيرانية في أوروبا والولايات المتحدة ليضغطوا على الحكومة الفرنسية، حتى وصل الأمر إلى أن توفي البعض نتيجة إضرابهم عن الطعام، تعبيرا عن شدة معارضتهم واستيائهم حيال اعتقال رجوي.
ومع تلك الضغوطات أُطلق سراحها لتكرّس مريم باقي سنوات عمرها في خدمة الوطن.
فقط في بلاد الفرس المعاصرة، يعيش كثير من المبدعين والبارزين في المجالات السياسية والثقافية والفنية وغيرها أغرابا في منافي خارج بلادهم، بسبب التهديدات الأمنية والأحوال السيئة التي عوضا عن تكريم البارزين منهم، تزج بهم داخل السجون أو تهمّش أدوارهم.
في دولة محرومة كإيران لا تحتفل بإنجازات شعبها، وتهمش نجاح مبدعيها وتضطهد الإنسانية، استطاعت مريم رجوي، مع مرور السنين، أن تقود المعارضة ضد النظام عبر القارات، وتدافع عن حقوق شعبها رغم المسافات، لتكسب محبتهم حول العالم وتخدم وطنها من الخارج.