تتناقل المواقع والوسائل الإلكترونية حادثة تزامنت مع اليوم العالمي للمعلم

-والذي يوافق الخامس من أكتوبر كل عام- حينما دخل أحد الطلاب إلى مدرسته الثانوية، وأثناء طابور الصباح، تقدم إلى معلمه -مربي الأجيال- وقام بصفعه على وجهه، أمام المدرسة كلها.

لم يكن المشهد سوى بحاجة إلى خلفية الشيلة المتداولة: "ماخذ حقه بحب خشوم.. أخذ حقه بدق خشوم". بحيث يتم بثها في مايكروفون الإذاعة المدرسية!

حوادث الاعتداء على المعلمين ليست جديدة. بعضها يصل إلى حد القتل، وإطلاق النار، وتدمير الممتلكات وغيرها. ما الذي يجعلني أتوقف أمام هذا الخبر؟!

يقول الخبر في السطر الأول، إن "الشرطة أوقفت طالبا بعد اعتدائه على أحد المعلمين". هذا في اعتقادي تحول لافت، يفترض ألا يغيب عن العاملين في التعليم، ولا شك أنه تصرف شجاع من مدير المدرسة!

هل قلتم وما الذي يحدث سابقا حينما يتم ضرب المعلم، والبصق عليه، والدعس على رقبته في الفصل؟!

الذي يحدث كالتالي: يتصل مدير المدرسة بمركز الإشراف التربوي، يرسلون إليه مشرفَي الإدارة المدرسية والإرشاد الطلابي. يقومان بتوبيخ الطالب. أخذ التعهد اللازم عليه. استدعاء ولي أمره. التعهد بعدم تكرار ابنه الاعتداء على المعلمين!.

اطلعت أمس على لائحة السلوك التي يوقع عليها ولي أمر الطالب والطالبة في السعودية. ذهبت مباشرة إلى الخانة الخامسة. قرأت الجريمة وعقابها. وجدت أن جرائم الاعتداء على المعلمين تتفاوت من نقل الطالب إلى مدرسة أخرى، أو إلزامه بالتوجه إلى مدارس أهلية أو فصله أسبوعين!

في السابق، تأمل معي هذه المفارقة العجيبة، لو قام الطالب بفعلته خارج أسوار المدرسة لن ينجو من القانون. كان سور المدرسة فاصلا مهما، يعطي الطالب حصانة أن يفعل داخل المدرسة ما يشاء. يفصل بينه وبين القانون سور المدرسة!

لو أن كل قضية اعتداء على معلم تتم إحالتها مباشرة إلى الشرطة وهيئة التحقيق، وتتم استعادة الحقوق عن طريق المحكمة، لن يجرؤ طالب على تكرار هذه الأفعال تحت أنغام: "أخذ حقه بدق خشوم"!

افتحوا أبواب المدارس أمام القانون.