فيما أعلن التحالف العربي لاستعادة الشرعية، أن طائراته استهدفت أحد المباني الأمنية في محافظة الحديدة غرب اليمن، نافيا مزاعم الانقلابيين بتعرض أحد السجون للقصف، أشار محللون سياسيون إلى أن الحوثيين يقلدون نموذج الدواعش في اتخاذ السكان المدنيين دروعا بشرية، وتعمد إلحاق الأذى بهم.

وكانت الجماعة الانقلابية قد زعمت أن مقاتلات التحالف استهدفت السجن، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات بجروح بليغة، إلا أن شهود عيان أكدوا مقتل عدد من معارضي جماعة الحوثيين في الغارة، وأنهم كانوا معتقلين لدى الجماعة الانقلابية في صنعاء والبيضاء، وغيرها من المحافظات الأخرى، وأن الحوثيين جاؤوا بهم إلى الحديدة ووضعوهم في أحد المواقع التي يستخدموها كمراكز لإدارة اعتداءاتهم بحق المدنيين. مشيرين إلى أن عددا منهم معروفون بالاسم، وكانوا قد شاركوا في مظاهرات منددة بالانقلاب.


استهداف المدنيين

دأبت الجماعة المتمردة منذ بداية انقلابها على استخدام معارضيها كدروع بشرية، ووضعهم في مواقع عسكرية، يتوقع تعرضها للقصف أو لهجمات المقاومة الشعبية والجيش الوطني، على غرار ما قاموا به في أواخر ديسمبر من العام الماضي مع الصحفيين عبدالله قابل ويوسف العيزري، بعد اعتقالهما بتهمة مناوءة السلطة الانقلابية، ووضعوهما في أحد المواقع العسكرية في صنعاء، ما أدى إلى استشهادهما. كما يلجأ طرفا التمرد بصورة مستمرة إلى تخزين أسلحة ومعدات عسكرية في مواقع مدنية، رغم ما يمثله ذلك من خطر داهم على حياة السكان، واستخدام مواقع أخرى ثكنات عسكرية، مثلما فعلوا أوائل العام الحالي من تخزين أسلحة في أحد دور رعاية المكفوفين في العاصمة، وهي الخطوة التي أدانتها الأمم المتحدة ودعت إلى الكف عن تهديد حياة الأبرياء.

 


تجنب الغارات الجوية

أشار محللون سياسيون إلى أن الانقلابيين يتبعون نفس التكتيك الذي يمارسه الدواعش، باستغلال السكان المدنيين كدروع بشرية، للحيلولة دون وقوع غارات جوية، مشيرين إلى أن الغارات الجوية التي تشنها طائرات التحالف العربي لاستعادة الشرعية أسهمت في تدمير مقدرات الجماعة الانقلابية، ودفعتها إلى البحث عن طرق لإيقافها بأي طريقة. مستدلين على ذلك بأن قادة الميليشيات وضعوا وقف الغارات كشرط أساسي لقبولهم الدخول في أي حوار لإنهاء الأزمة. وأكدوا بأن الحوثيين اعتادوا اللجوء إلى هذا الأسلوب في محافظة الحديدة بالذات، لما تمثله من أهمية حيوية لهم، بوصفها الميناء الوحيد الذي لا زالوا يسيطرون عليه، ويحاولون عبره تسلم الأسلحة التي تهربها لهم إيران.