فيما شهدت أسعار التأمين على السيارات في المملكة ارتفاعا بنسبة تجاوزت 400%، مما جعل أصحاب السيارات يطالبون بإعادة النظر في هذه الأسعار، أكد خبراء بقطاع التأمين أن الصبات الخرسانية المنتشرة في الطرقات، وتأخر شركة نجم في مباشرة الحوادث المرورية تسببا في ارتفاع الحوادث بنسبة 15%، مما انعكس سلبا على المواطن في ارتفاع أسعار التأمين على المركبات. وطالب الخبراء شركة "نجم" بضرورة وضع حلول جذرية لمعالجة بطء مباشرة الحوادث، مما يتسبب في وقوع حوادث إضافية في ذات الموقع، متوقعين في السياق نفسه ارتفاع أسعار شركات التأمين في الفترة القادمة، لعدة أسباب في مقدمتها ارتفاع نسبة الحوادث في المملكة.
وثائق التأمين
قال المختص في قطاع التأمين طلال البطي إن كثرة المشاريع في الشوارع الرئيسية والداخلية أدت إلى ارتفاع الحوادث وضعف دور المرور في تحويل الطرقات بشكل انسيابي، إضافة إلى تأخير شركة نجم في مباشرة الحوادث، والتي تتحمل جزءا في ارتفاع الحوادث، بسبب الزحام في الطرقات والتي تمثل 15% من إجمالي الحوادث، متوقعا أن يصل عدد الحوادث في المملكة إلى أكثر من مليون و100 ألف حادث مروري مع نهاية العام الحالي 2016. وأشار إلى أن هناك ارتفاعا في معدلات الحوادث في السنوات الأخيرة بشكل مخيف، مما يؤدي إلى خسائر مادية واجتماعية مهولة، مشددا على ضرورة إيجاد حلول سريعة لهذه المشكلة. وقال البطي إن الخسائر الفعلية لمحفظة شركات التأمين لـ"المركبات" بلغت نحو 105%، والتي تشمل المصاريف التشغيلية.
وقال البطي إن أسعار وثائق التأمين تتراوح بين 1000 و2000 ريال بالنسبة للتأمين "ضد الغير"، وعلى حسب نوع السيارة، ونسبة الخسائر لكل محفظة في شركات التأمين لتقديم التسعيرة. أما فيما يخص التأمين "الشامل" فتختلف التسعيرة من شركة إلى أخرى على حسب نسبة معدل قيمة السيارة، وزيادة أو انخفاض قيمة التحمل، فكلما ارتفع التحمل يقل سعر التأمين.
أسباب الارتفاع
أوضح البطي أن ارتفاع أسعار التأمين يعود إلى عدة أسباب فنية، تكمن في عدم التدقيق في الحوادث الوهمية، وعدم استخدام تصنيف العملاء في سياسة التسعير، وانخفاض قيمة التحمل بالنسبة للتأمين الشامل، إضافة إلى عدم دراسة شروط الوثيقة التي ساعدت في زيادة معدل الخسارة. وأضاف أن أسباب ارتفاع الأسعار تعود أيضا لعدم تحصيل قيمة السيارة في حالة الخسارة الكلية التي تؤثر على محفظة المركبات في التسعير، وكذلك عدم إشعار العميل بأن ارتفاع معدل خسارته يؤثر على تجديد التأمين برفع تسعيرة قسط التأمين على المركبة، وبالتالي جميع العوامل تؤثر على تسعيرة تأمين المركبات.
الحلقة الأضعف
ذكر المحكم في نزاعات التأمين عبدالله الزرقي، أن أخطاء وضع الصبات الخرسانية تتحملها شركات التأمين، التي تعد الحلقة الأضعف في المنظومة، مبينا أن الإشكالية تكمن في إغلاق الطرق دون تخطيط مسبق وواضح لقائدي المركبات، مما يتسبب في ارتفاع نسبة الحوادث، وبالتالي يعتمد جميع من في المنظومة على أن شركات التأمين سوف تتكفل بدفع المبلغ دون مبالاة بأرواح البشر. وأضاف لـ"الوطن" أن قراءة أعداد الحوادث بالمملكة لا تعتبر دقيقة، لأنها جاءت من مصادر اجتهادية، سواء عن طريق شركة نجم أو غيرها، موضحا أن الشركة لا تمثل جميع مناطق المملكة، ولذلك فإن الأرقام الحقيقية تمثل ضعف الأعداد المعلنة.
أسعار التأمين وخسائر الشركات
تتراوح بين 1000 و2000 ريال للتأمين ضد الغير
تختلف تسعيرة التأمين الشامل من شركة لأخرى
105 % خسائر محفظة شركات التأمين للمركبات
توقع ارتفاع الحوادث إلى 1.1 مليون بنهاية 2016