أزالت اتفاقية باريس بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري عقبة مهمة، الأربعاء، عندما أعلنت العديد من الدول الأوروبية تصديقها على الاتفاقية، وهذا يعني اتساع نطاق دعم المعاهدة ليشمل دولاً تمثل أكثر من 55? من انبعاثات غازات الكربون المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في العالم، وتُعد هذه النسبة المستوى الرسمي المطلوب لتدخل الاتفاقية حيز التنفيذ.

وفي ديسمبر الماضي تم التوصل إلى اتفاق يهدف إلى الحفاظ على متوسط درجات الحرارة العالمية إلى أقل من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية - وبشكل مثالي، الحفاظ على متوسط يقل عن 1.5 درجة مئوية.

ويعني التصديق السريع على هذه الاتفاقية أنها ستدخل حيز التنفيذ يوم 6 نوفمبر، وهذا يُعتبر أسرع بكثير مما كان يعتقده الكثيرون، أي أقل من عام بعد أن تم التوصل إلى الاتفاق الأساسي. وقد دفعت هذه الوتيرة السريعة المخاوف الدولية من أن مرشح الحزب الجمهوري الأميركي دونالد ترامب من شأنه، في حالة تقلده الرئاسة، أن يقوم بتفجير كل شيء يتعلق بالاتفاقية، كما وعد في حملته الانتخابية.

بالطبع، يمكن لترامب، إذا دخل البيت الأبيض، أن يُعرقل جهود الولايات المتحدة بالعودة إلى الانبعاثات الخاصة بها، لكن مثل هذه الخطوة ستجد مواجهة من الحكومات الأجنبية لجعل تنفيذ تعهده بإعادة التفاوض حول الاتفاقية أكثر صعوبة، حيث إنها في الواقع تم الوصول إليها بموافقة ما يقرب من 200 دولة.

تعهَّد الرئيس أوباما بأن تخفِّض الولايات المتحدة انبعاثات الكربون بنسبة 26% إلى 28% بحلول عام 2025، إلا أن تعهده غير ملزم، وبالتالي يُمكن لترامب التراجع عنه. وفي الواقع ونظراً لدعم ترامب إنتاج الوقود الأحفوري بشكل عام وصناعة الفحم على وجه الخصوص، فمن المرجَّح أن تدفع إدارته الانبعاثات في اتجاه آخر.

وقد أعطت المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية، هيلاري كلينتون، التأييد الكامل للاتفاق وما يترتب عليه علمياً، وذلك ما يعني أن الناس جادون في مكافحة تغيُّر المُناخ وسينال قبولهم بكل سهولة عندما يأتي يوم الانتخابات.

إننا الآن نشهد بالفعل أنواعاً من التغيُّرات البيئية التي حذر عنها خبراء الاحترار العالمي- نتيجة ارتفاع منسوب مياه البحار، وإجهاد النباتات والحيوانات، وتقلبات الطقس الأكثر كثافة – ويعتقد بعض كبار العلماء أن العالم بالفعل قد يكون بعيداً جداً لزيادة تدني الاحترار إلى 1.5 درجة مئوية. والعام الماضي كان الأكثر دفئاً على الإطلاق، وعام 2016 في طريقه لمطابقة أو تجاوز ذلك، وفقاً لما يخشاه الخبراء من تسارع ارتفاع درجة الحرارة.

قد يكون الرئيس أوباما على حق في قوله قد يحكم التاريخ على تصديق اتفاقية باريس على أنها "نقطة تحول تاريخي بالنسبة لكوكبنا".