كشفت مصادر داخل قوات الحرس الجمهوري، أن بعض عناصر اللواء الذي يسيطر المخلوع علي عبدالله صالح على جزء كبير منه، رفضوا الاستمرار في القتال إلى جانب ميليشيات الحوثيين الانقلابية، بسبب إقدام الأخيرة على إطلاق صاروخ باليستي استهدف مكة المكرمة.

وأضافت المصادر أن قياديين في الحرس يدينون بالولاء لصالح، حاولوا إثناء الضباط والجنود بالعدول عن موقفهم، والعودة لممارسة عملهم، بزعم أن الصاروخ الذي أطلق كان يستهدف مطار الملك عبدالعزيز بجدة، وليس مكة المكرمة، إلا أن عناصر الحرس رفضوا الانسياق وراء تلك الأكاذيب، وقال أحد الضباط برتبة رائد – رفض الكشف عن اسمه لدواع أمنية – في تصريح إلى "الوطن" "ما أقدم عليه طرفا الانقلاب من استهداف لقبلة المسلمين، يعتبر جريمة نكراء، لن ينساها التاريخ، وأن اللعنات ستظل تلاحق مرتكبيها، وهو ما لا يمكن أن أقبل على نفسي أن أشارك فيه".

وتابعت المصادر قائلة إن الجماعة الانقلابية حاولت إغراء الجنود والضباط، وتقديم وعود بتحسين أوضاعهم وصرف رواتبهم إن وافقوا على الاستمرار في القتال، وعندما لم تجد هذه الإغراءات لجأوا إلى الوعيد، وقاموا بتهديدهم بالفصل من الخدمة، وعدم صرف رواتبهم ومستحقاتهم السابقة، إلا أن المقاتلين المنسحبين أصروا على موقفهم وغادروا المعسكرات إلى منازلهم.

وكانت المحاولة الآثمة التي ارتكبها الانقلابيون الحوثيون، قد أثارت ردود أفعال واسعة داخل اليمن وخارجها، حيث شهدت العاصمة صنعاء أجواء من التوتر، وتظاهر بعض سكانها تنديدا بالاعتداء السافر، واضطرت قوات الميليشيات إلى التدخل وإجبار المتظاهرين على التفرق، وقمعوا الذين أصروا على مواصلة التظاهر، فيما شهدت العاصمة المؤقتة عدن مظاهرات مماثلة، أعلن فيها اليمنيون عن تبرئهم من الميليشيات، ودعت إلى التسريع بإنهاء الانقلاب واستعادة الشرعية.

وأمام ضغوط الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي الرافض لتلك الجريمة، حاولت الميليشيات إنكار فعلتها، وادعت أنها أطلقت الصاروخ على مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، وهو ما نفت صحته قيادة التحالف العربي التي قدمت إحداثيات واضحة، تؤكد استهداف مكة المكرمة، وأن الصاروخ تم إسقاطه على بعد 65 كيلو مترا من المدينة المقدسة.