لم تكن الجملة التي نطقها مراسل قناة "مودرن كورة" المصرية على الهواء منذ أيام قبل مباراة الزمالك والإسماعيلي إثر مشادة حصلت بينه وبين مراسل قناة أخرى استفزه فشتمه، إلا تعبيرا عن حالة احتقان يعيشها الجو الرياضي العربي عموماً..

وحين تعتذر إدارة القناة وتقرر إيقاف مراسلها نصف عام، ثم تضاعف المدة إلى عام، وتقرر إيقاف المخرج مدة شهر لأنه بدأ البث قبل أن يكون المراسل جاهزاً، وقبل أن تنتهي المهاترة المشتعلة بين المراسلَين للحصول على تصريح من لاعب واحد، فإنها تؤكد أنها لا تقبل هذا السلوك. وبرغم ذلك، ما زالت مسألة تردي مستوى الألفاظ في الشارع الرياضي تحتاج إلى حلول.

الجميع يتذكر خروج ناديي الهلال والشباب السعوديين من البطولة الآسيوية، إلا أن ما تعرض له نادي الهلال ولاعبيه وإدارييه وجماهيره من سخرية وشماتة وشتائم طالتهم على المنتديات من مشجعي الأندية السعودية الأخرى، فاق كثيرا ما تعرض له "الشباب"، لدرجة يخيل للمرء أن النادي ينتمي لبلد آخر. والمشكلة هنا لا تكمن في سعادة البعض بخروج "الهلال" والتي ظهرت أيضا لدى عدد من الإعلاميين، بقدر ما هي موجودة في الألفاظ البذيئة التي هبطت إلى الحضيض من قبل بعض الشامتين، مستغلين في بعضها اسم النادي الإيراني الذي أخرج "الهلال" لنكتشف جمهورا "ضد الهلال".. ما يؤكد وجود احتقان في الشارع الرياضي لا بد من دراسته لمعرفة الأسباب ووضع الحلول.

مراسل "مودرن كورة" نطق مفرداته علناً على الهواء والاحتمال الأقوى أنه لا يدري أنه على الهواء.. أما الذين ينطقونها سراً في بيوتهم وفي الاستراحات وهم يشاهدون المباريات، أو يكتبونها بأسماء مستعارة في المنتديات وفي الأشرطة المتحركة لبعض القنوات الرياضية.. ففيهم تكمن الأزمة الحقيقية.. وهم من يفترض أن يدركوا أن إحرازَ الهلال أو الشباب أو الاتحاد أو الأهلي أو النصر للبطولة الآسيوية محطةٌ مشرفة نتمنى أن تصلها وتتخطاها كل الأندية بدون استثناء.