يعيش ناصر المطيري (35 عاما) وشقيقته بدون أوراق ثبوتية منذ 20 عاما، وباءت كل محاولاتهما للحصول على الهوية الوطنية بالفشل طيلة هذه السنوات، فيما أوضح المتحدث باسم وكالة الأحوال المدنية بوزارة الداخلية محمد الجاسر لـ"الوطن" أنه يجب عليهما جلب شهادة تثبت عدم التحاق الشاب بالجيش الهندي كشرط أساسي للحصول على الهوية، لأنه ولد وعاش مع شقيقته فترة طويلة في الهند.
زواج الأب من هندية
يقول المطيري لـ"الوطن" إنه يسكن حاليا مع شقيقته في مركز أوثيلان التابع لمحافظة الدوادمي، وإنهما بدون هوية وطنية حتى يومنا هذا، مشيرا إلى أن والده كان يعمل في مجال الاستقدام، وكان كثير السفر إلى الهند، حيث تزوج من والدته الهندية عام 1979، ورزق منها بولدين (ناصر وعائشة)، وأنهما عاشا في كنف والدتهما، إذ كان والدهما يزورهما باستمرار حتى عام 1990، وهي الفترة التي مرض فيها الأب ولم يعد قادرا على السفر.
العودة إلى الوطن
يقول ناصر إنهما عادا بصحبة أمهما إلى السعودية عام 1998، وذهبا إلى والدهما في المنطقة الشرقية، حيث قررت الأم العودة إلى الهند بعد طلاقها، وفي ذلك الوقت ذهب الأب إلى فرع الأحوال بالشرقية لاستخراج الهوية الوطنية لهما، إلا أن ذلك لم يتم. وأضاف أن والده خاطب وزارة الداخلية التي طلبت منه إحضار ما يثبت أنه لم يلتحق بالجيش الهندي، وهنا بدأت المعاناة إذ لم يتمكن الشقيقان من الحصول على حقوق التعليم والعلاج والزواج، بالإضافة إلى أن ناصر لا يستطيع استخراج جواز سفر كي يعود بنفسه إلى الهند ويحضر تلك الشهادة.
وبين المطيري أنه راجع الأحوال المدنية لأكثر من مرة، إلا أن الرد يأتي كسابقه بخصوص تلك الشهادة التي تثبت عدم التحاقه بالجيش الهندي كخدمة عسكرية، مشيرا إلى أن رقم المعاملة الأخيرة في وزارة الداخلية كان 49/72/2506917 بتاريخ 20 محرم 1431، لكنه أيضا لم يتلق الرد على هذه المعاملة.
وطالب ناصر عبر "الوطن" أن تتدخل الجهات ذات العلاقة بحل هذه المشكلة، لكي يتمكن من الحصول على حقوقه كمواطن سعودي.
اللجوء لحقوق الإنسان
من جهته، أوضح رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور مفلح القحطاني لـ"الوطن" أن قضية ناصر وشقيقته من القضايا التي تتابعها الجمعية مع الجهات ذات العلاقة، كاشفا أن وزارة الداخلية وجهت مؤخرا بتشكيل لجنة لدراسة مثل هذه القضايا.
وبين القحطاني أن مشكلة هذه اللجنة تكمن في بطء عملها وعدم وضع آليات تنفيذية من قبل الجهة المعنية لحل مثل هذه القضايا، مشيرا إلى أن ناصر وشقيقته هما ضحية لتأخر والدهما في إتمام إجراءات الحصول على الهوية الوطنية، ولكن يجب على الجهات المعنية مساعدتهما للحصول على هذا الطلب، أو على الأقل منح الشخص المعني جواز سفر لإحضار ما تطلبه هذه الجهات.
مساعدة جمعية خيرية
بين رئيس مجلس إدارة جمعية أوثيلان الخيرية الدكتور عامر المطيري أن الجمعية حرصت على مساعدة الشقيقين، نظرا لظروفهما الخاصة، حيث تم قبول الاستعانة بناصر للعمل في الجمعية وهو لا يحمل الهوية الوطنية، وذلك من باب المساعدة وتوفير مصدر دخل له ولأخته، خصوصا أن الاثنين لا يستطيعان الزواج وقد بلغ عمر ناصر الآن 40 عاما، فيما تصغره شقيقته بعامين، وأن هذا الأمر بالنسبة لهما قد عقد من حياتهما، وكان لزاما على الجمعية الوقوف معهما في تيسير أمور حياتهما.