تعجّبت من مقولة أحدهم حينما كرّر العبارة العامّيّة: " منتب خاسر(ن) شيْ " ، وجلست أتأمّل هذه العبارة أو المقولة التي تفهم على عدّة أوجه في محيطنا الاجتماعي. فهناك وجه حسن يحمل الخير والتشجيع بعمل محاولة لمزيد من التحصيل الدراسي للتفوق، أو الدخول في دورات تأهيلية تدفع الإنسان للأمام لنيل مراده الوظيفي.
والوجه الآخر غير المحمود - وهو الذي أعنيه بحديثي - يحمل في طياته السوء بكلّ أنواعه وصفاته حيث يفسّر بانعدام الأمانة، والكذب، والتهاون والتعاون على أخذ حقوق الآخرين بدون وجه حق، وغضّ الطرف عن التصرفات والأساليب المتّبعة، بحجّة أنّه لا ينقص من حقّك شيء.
وهذه الخطورة الكبرى، والمصيبة العظمى التي استشرت لدى البعض وتساهل فيها الناس بقصدٍ أو غير قصد، واضعين الأمانة خلف ظهورهم ناسين أو متناسين كلام ربنا ـ عز وجل ـ : ( إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ) .
والأمانة أمرها عظيم يغفل عنها البعض، وهي الوفاء ضد الخيانة، وهي لا تدرّس في المدارس، ولا تكتسب من وسائل الإعلام بل يكون أساسها وغرسها الأول في المدرسة الكبرى " الأسرة " التي تغذّي أبناءها على المنهج السليم الصحيح في التعامل، ومعرفة حقوق الآخرين. وحينما تنهض الأسرة بدورها في إيجاد بيئة نظيفة تخرج أجيالا ضد الفساد والإفساد في المجتمع.