لنفترض أن لديك مناسبة في منزلك وقمت بتوجيه الدعوة لخمسين شخصا تقريبا.. وقمت بتجهيز المائدة والمكان لتكون ضيافتك لهؤلاء على الوجه الأكمل.. وأثناء المناسبة فوجئت بمئة شخص يدخلون عليك!
بالتأكيد ستكون في موقف محرج للغاية.. فلا المكان يتسع لهم.. ولا المائدة.. ولا الاستعدادات.. وبالتالي هؤلاء سينسفون جهودك كاملة!
هذه المثال هو أقرب الأمثلة لوصف حالة الدولة مع الحجاج النظاميين والحجاج غير النظاميين!
يقول سمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بعدما ذكر العدد الرسمي للحجاج:" أعتقد أن هناك عددا أكبر من الحجاح غير النظاميين"!
الأمير اعترف بشجاعته المعهودة أمام الرأي العام بوجود المشكلة.. ودائما أول خطوات حل المشكلة هو الاعتراف بها.. اعترفنا بوجود مشكلة في المخيمات القديمة فوضعنا الخيام البديلة المقاومة للحريق.. اعترفنا بوجود مشكلة في رمي الجمرات.. فوضعنا الجسور التي جعلت من هذه الشعيرة أشبه بالفسحة.. اعترفنا بمشكلة نقل الحجاج.. فوضعنا قطار المشاعر.. وغير ذلك كثير.. لا بد من الاعتراف بالمشكلة بشجاعة.. نستطيع أن نقول نجح الحج والسلام عليكم.. لكننا لا نريد أن نضحك على أنفسنا!
الحجاج غير النظاميين لم يهبطوا على مكة المكرمة بالباراشوتات! ـ هؤلاء سلكوا طرقا طويلة ومروا بنقاط تفتيش كثيرة ووجدوا من ضعاف النفوس من يسمح لهم بالمرور وإن لم يجدوا فهناك من يسر لهم صعود الجبال.. ولذلك فالدولة لن تستمر طيلة العمر في هدر قوة آلاف الأفراد من الجهات الأمنية للحد من هذه المشكلة.. بمعنى: لا بد من وضع حلول صارمة للقضاء على المشكلة.. لا نطالب بوضع سياج حول المشاعر المقدسة.. وليس من المنطقي منع الدخول والخروج من مكة المكرمة أثناء الحج.. بالتأكيد ثمة حلول كثيرة.. تهريب الحجاج خيانة لولي الأمر الذي منع ذلك.. وفيه إرباك كبير لجهود الدولة.. تذكروا المثال في بداية المقال وستشعرون بحجم المشكلة!