كتابة السيرة الذاتية العملية فن قائم بذاته له طريقته التي لا تقبل الاجتهاد!
هناك دورات خاصة لتعليم كتابة السيرة الذاتية. كتابة سيرة ذاتية إيجابية وصادقة ودقيقة هي أقوى الوسائل للحصول على الوظيفة، بعد الواسطة طبعا!
لكن ليست كل أعمالك ومشاركاتك تستحق أن تضمنها سيرتك الذاتية. هذا على افتراض أنها تستحق الذكر، فكيف حينما لا تستحق كتابتها حتى على جدار آيل للسقوط!
قبل سنوات، نشرت إحدى الصحف المحلية سيرة ذاتية لأحد المسؤولين بعد صدور قرار تعيينه في أحد المواقع. توقفت أمامها مذهولا. استلزمت سيرته الذاتية من الصحيفة صفحةً كاملة دون مبالغة!
ظننت نفسي أمام رجل يندر أن يجود به الزمن. أين نحن من هذا الرجل الذي يبز كافة علماء العرب في العصر الحديث، وعلى رأسهم أحمد زويل "غفر الله له"!
عزمت أمري على قراءتها. الأمر لم يكن سهلا، بل شاقا.
حينما تجاوزت السطر السادس تحولت السيرة الذاتية إلى مجموعة من "النكت". بدأت قراءتها بصوت مرتفع. لكنني توقفت عند نصف الصفحة. حتى الضحك له وقت وفترة. ربما لو أكملت القراءة وجدته يقول: "شاركت في حضور زواج ابن عمي فلان. حضرت افتتاح مطعم بخاري في حارتنا. حضرت سباق خيل وكان "صاهود في المقدمة". كنت ماشي على الدايري الشمالي ولقيت واحد يبيع نعناع المدينة واشتريت منه"!
لم تكن سيرة ذاتية. كانت مسرحية كوميدية.
المرة القادمة، حينما ترغب في عرض سيرتك الذاتية أو التقدم إلى وظيفة، اكتبها بصدق -دون هياط مكشوف- وكن حريصا على كتابتها بشكل واضح ودقيق ومختصر. تحوي شهاداتك وخبراتك الوظيفية، والمهام العملية التي أُسندت إليك مقرونة بإنجازاتك، والمهارات والدورات والمؤتمرات التي شاركت فيها متحدثا، والجوائز المهمة التي حصلت عليها، واحرص على خلوها من الأخطاء الإملائية، والأفضل بطبيعة الحال ألا تتجاوز صفحة واحدة. ليست صفحة صحيفة كصاحبنا، بل صفحة A4!
طبعا، كما قلت سيرة ذاتية مع "واسطة".. لا تنسى!