شنت القوات العراقية منذ فجر أمس، عملية عسكرية كبيرة لاستعادة مدينة الشورة -جنوب الموصل- من عدة جهات، لاستعادتها من تنظيم داعش، فيما تقدمت قوات البيشمركة الكردية على الجزء الشرقي للموصل، وذلك بالتزامن مع عزم ميليشيات الحشد الشعبي شن مزيد من الهجمات على الجزء الغربي، خصوصا بلدة تلعفر ذات الأغلبية التركمانية.

ويأتي هذا الهجوم، بعد إعلان الجيش العراقي، أول من أمس، سقوط نحو 40 عنصرا من "داعش" في قصف جوي شنته مقاتلات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، والتي تساند القوات العراقية منذ انطلاق عملية تحرير المدينة قبل نحو 13 يوما.


الجانب الشرقي

تواصل قوات البيشمركة تضييق الخناق على مسلحي "داعش"، بعد أن عززت من تقدمها في بلدة بعشيقة بسهل نينوى، بعد أن دخلت أول من أمس قرية الفاضلية -غرب بعشيقة- في الوقت الذي زرع عناصر التنظيم عشرات الألغام داخل القرية وبساتينها المجاورة، إضافة إلى وجود انتحاريين جاهزين للتفجير في أي لحظة.

المحور الغربي

فيما استمر تضييق الخناق على "داعش" من الجوانب الشرقية والجنوبية والشمالية، تستعد ميليشيات الحشد الشعبي للتحرك نحو بلدة تلعفر ومواقعها القريبة الأخرى في القيارة، الأمر الذي أثار حفيظة تركيا بحكم وجود طائفة التركمان فيها، واتهم وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو، ميليشات الحشد الشعبي الموالية لإيران، بالتحرك تحت نوايا انتقامية، بدعم وتحريض من بعض الدول والمجموعات التي لم يسمها، إضافة إلى شن هجمات على مناطق سنية أخرى.

الأهمية التركية

أوضح الخبير الإستراتيجي إسماعيل كابان لـ"الوطن"، أن التطورات في مدينة الموصل تظهر بجلاء، أن أي معركة فعالة ضد "داعش" ستحتاج إلى المشاركة العسكرية التركية، بدليل استنجاد قوات البيشمركة بتركيا، وطلب تقديم دعم مدفعي ودبابات، لاستعادة السيطرة على بلدة بعشيقة. وأشار كابان إلى أن تركيا استجابت على الفور لنداء البيشمركة، وقدمت الدعم اللازم، المتضمن للقوات البرية والجوية، كاشفا أن الوجود العسكري التركي في العراق سيستمر، ما دامت عناصر حزب العمال الكردستاني و"داعش" موجودة في شمال البلاد، لا سيما في سنجار وجبال قنديل.

هجرات العراقيين

من جانبها، حذرت مجلة "التايم" الأميركية من أن عمليات النزوح الكبيرة التي تشهدها الموصل وقراها، ربما تزيد من عمليات الهجرة إلى أوروبا، الأمر الذي سيزيد من تعقيد الأمور هناك، وسيختلط المهاجرون بالمتطرفين، وستتأزم العلاقات مع تركيا أكثر.

وأشارت المجلة إلى أن الأمر الذي يقلق أوروبا في هذه الأوقات، جاء على لسان رئيس فرنسا "فرنسوا هولاند"، بأن هنالك حوالي 4 آلاف أوروبي يقاتلون في صفوف التنظيم في سورية والعراق، وإذا ما تم تحرير تلك الأراضي والمدن، فإن الخطورة تكمن في عودتهم إلى بلادهم وشن هجمات إرهابية أخرى.

وانتقدت الصحيفة، سياسة أوروبا في التعامل مع أولئك المتطرفين، لافتة إلى أن لديها خياران فقط، إما أن تزج بهم في السجون، أو تعيدهم إلى مناطق الصراع  مرة أخرى، الأمر الذي سيفاقم المشكلة، وسيتم استقطاب متشددين آخرين لهم، مضيفة "إن العائدين إلى أوروبا، قد يقودون صغار السن الذين لم يتسن لهم الذهاب إلى أماكن الصراع، باعتناق أفكار متطرفة، والانضمام إلى جماعات إرهابية محلية".


 توقف العمليات يومين

أعلن التحالف الدولي في وقت لاحق مساء أمس، قيام القوات العراقية بـ"التوقف" ليومين عن شن هجمات لتثبيت سيطرتها على المناطق التي انتزعتها من تنظيم داعش منذ بدء عملية استعادة الموصل، في حين أعلنت الأمم المتحدة أن تنظيم "داعش" اختطف 8000 عائلة من محيط الموصل، لتشكل دروعا بشرية حول مواقع التنظيم العسكرية في المدينة. وأضافت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن "داعش" أعدم 232 شخصا على الأقل قرب الموصل الأربعاء الماضي، لرفضهم طاعة أوامره. إلى ذلك، خصصت منظمة التعاون الإسلامي، أمس، أكثر من 2.5 مليار دولار، لدعم ملفي النازحين وإعادة إعمار المناطق المحررة من قبضة مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق.