مندل القباع
كما هو معروف التعليم على مختلف مستوياته العام المتمثل في المرحلة الابتدائية أو المتوسطة أو الثانوية أو التعليم العالي هو مقياس الشعوب وتقدمها، لأنه عصب الحياة ويقاس عليه بقية مناحي الحياة الدينية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والحضارية.
لذا اهتمت الدولة، رعاها الله، بالتعليم ورصدت لـه ميزانية كل عام بالمليارات ويأخذ النصيب الأكبر من ميزانية الدولة، وكذلك وزارة الصحة، لأن التعليم يقضي على الجهل، والطب الوقائي والعلاجي يساعد ويقضي على الأمراض بعد توفيق الله سبحانه وتعالى، والهدف من رصد هذه المليارات للتعليم العام والجامعي، سواء كان داخلياً أو خارجياً بإرسال البعثات من الطلاب والطالبات لأغلب بلدان العالم من أجل التحصيل العلمي العالي في أغلب التخصصات التي يحتاجها المجتمع، وفي مقدمتها الطب والهندسة وبقية التخصصات الأخرى، وكل هذا سواء تعليم عام أو جامعي منوط (بوزارة التعليم)، وهذه الميزانية التي ترصدها الدولة كل عام لهذه الوزارة الهدف منها تأهيل المعلم والمعلمة، وهذا هو الأساس في الدرجة الأولى، ويأتي بعد ذلك تهيئة المباني، سواء كانت مباني حكومية أو مستأجرة، وتجهيزها بكل وسائل تخدم الطلاب والطالبات من أجهزة تكييف وإنارة ومياه ونظافة وصيانة ومقاعد دراسية مع طباعة المناهج الدراسية لكل مرحلة من مراحل التعليم العام، لكن الملاحظ والذي يتكرر كل عام مثله مثل العام الذي يسبقه عدم تجهيز بعض المدارس لاستقبال الطلاب والطالبات مما ذكرناه آنفاً.
فنجد بعض أجهزة التبريد لا تعمل أو تعمل بصورة غير مرضية، والموضوع ينتقل إلى برادات المياه، ناهيك عن تراكم الأتربة والغبار على أرضية بعض المدارس والفصول الدراسية إلى درجة أن بعض الطلاب يمسح مقعده الدراسي قبل الجلوس عليه أو يكلف الطلاب بتنظيف الفصول الدراسية.
والمحزن أكثر عدم اكتمال المناهج وتوزيعها أو عدم طباعة بعض الكتب وخاصة مادة (اللغة الإنجليزية) والعام الدراسي الجديد قد بدأ وهذا يحصل في المدن الرئيسية، فما بالنا في المناطق النائية التي قد ينتصف العام الدراسي وبعض الكتب والمناهج لم تصل إلى هذه المدارس في هذه المناطق، أين المسؤولون في كل إدارة تعليم عن عدم تفعيل هذه النواقص خلال الإجازة الصيفية التي أمدت إلى أكثر من (120) يوما؟ هل هناك نقص في الموارد المادية أو البشرية أو عدم متابعة وتفعيل شركات ومؤسسات النظافة والصيانة، والتنظير في هذه المواقف والتعاميم وعدم المتابعة الميدانية من قبل مسؤولي الإدارات العامة للتعليم لا يجديان لأننا نمر بهذه المواقف كل عام، والطامة الكبرى هو النقص الحاد في بعض المدارس من حيث المدرسين والمدرسات، حيث يخلو الفصل من بعض المعلمين والمعلمات من بعض التخصصات وقد تمر أيام وأشهر وهذا النقص ما زال مستمرا.