أكد الفنان الدكتور أحمد ماطر على أهمية استغلال ما وصفها بـ"القوة الناعمة" لتعريف العالم بواقع الإرث الثقافي، الذي تكتنزه المملكة، إضافة إلى أن هذه القوة التي تتمثل في عراقة الفنون المحلية وتميزها عالميا، أداة مهمة للدفاع عن المملكة سياسيا واقتصاديا وفكريا، وأسلوب متقدم لتصحيح الصورة المغلوطة عن المملكة في بعض وسائل الإعلام الغربية، واستدل بعمله "تطور الإنسان"، الذي أثار جدلا كبيرا وقت عرضه قبل عدة سنوات، وقال، "كان العمل يركز على أن النفط ليس ملهمنا الأول، فلدينا من الثقافة والمقومات الحضارية ما يجعلنا نستغني عن النفط، حيث كان الموضوع حساسا وقتها، حتى على المستوى المحلي، لكن الجميع يتفق مع هذه الرؤية الفنية الآن".
جاء ذلك في أمسية تكريم له، في مجلس ألمع الثقافي بقرية "رُجال" التراثية بمحافظة رجال ألمع، ضمن الاحتفاء به شخصية المجلس الثقافية لعام 1437، برعاية المحافظ صالح الفردان، وحضور عدد من الفنانين والمثقفين، وأدارها عضو مجلس ألمع الثقافي علي مغاوي، بتقديم لمحة عن بعض ما يعرفه عن مسيرة الضيف.
ملامح التجربة الفنية
تحدث ماطر عن ملامح من تجربته الفنية التي انطلقت من قرية المفتاحة في أبها، حتى استقر كثير من أعماله في متاحف ومعارض عالمية، ثم بدأ بعرض صورة تحكي جزءا من ذكرياته مع زملائه الفنانين في أحد مراسم القرية، معلقا بقوله إن المفتاحة منجز وطني كبير، وكان له دور كبير في صقل مواهب معظم فناني منطقة عسير، وإن هذا المكان قدمهم جميعا للساحة الفنية المحلية والدولية.
وعلق ماطر في عرضه لتأثير الفنون التقليدية على الصورة الذهنية للعالم، وانبهار الجمهور الغربي بجدارية "القط العسيري"، التي عرضت في الأمم المتحدة قبل أشهر، بقوله، "عند عرض جدارية" القط" كان الزائرون يتساءلون بدهشة عن الفنان العالمي الذي أبدع هذه اللوحة، وعندما نقول لهم إنهن سيدات من منطقة عسير لا يكادون يصدقون".
راويا أنه شعر في البداية بتنازع شديد بين المهنتين، كونه طبيبا وفنانا، لكنه وصل إلى نتيجة أن الطب مهنة إنسانية تقدم خدمة مباشرة للناس، وأن الفن أفكار خلاقة يمكنه تطويرها والابتكار فيها، ولذلك جذبه الجانب الفني أكثر، وعرج على تجربته في التوثيق بالكاميرا من خلال مشروع "عسير من السماء" ومشروع "مدن دينية" التي كان من ضمنه كتاب عن مكة المكرمة، ثم معرضه الأخير في إحدى أكبر المؤسسات الفنية في أميركا الذي استمر 8 أشهر.
لوحة طريق الحرير
سرد ماطر قصة لوحة "طريق الحرير" التي أهداها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الرئيس الصيني في زيارته الأخيرة للصين، حيث ذكر أنه حاول الجمع بين دلالات مهمة في التواصل الثقافي بين الجزيرة العربية والصين منذ آلاف السنين، مؤكدا أن اللوحة حظيت باهتمام في وسائل الإعلام الصينية وغيرها من الصحف العالمية. وعلق "هذا دليل على أهمية استثمار الفنون في التواصل مع الشعوب الأخرى".