فيما تتواصل الحملة الدولية لاجتثاث تنظيم داعش من سيطرته على مدينة الموصل، أكدت مصادر ميدانية مطلعة، أن إيران تهدف بعد تحرير الموصل، إلى إيجاد ممر آمن يلتف حول الموصل ويصل إلى مدن القامشلي والحسكة والرقة السورية، مرورا باللاذقية والساحل السوري، وانتهاء بالساحل اللبناني، الأمر الذي سيسمح لها بالاتصال بقواتها وميليشياتها في سورية ولبنان، وإقامة مستوطنات بدلا من ممرات في تلعفر ذات الأغلبية الشيعية التركمانية المهجرة من مناطقها حاليا.
وأكد المتخصص في الشؤون الإيرانية صافي الياسري، أن الشمال الشرقي والغربي من الموصل، وعلى عموم التقاطعات العراقية السورية الكردية التركية، سيتم المرور عليها أيضا، مما يعني إحداث تغيير ديموجرافي طائفي في محافظة نينوى وكامل مدينة الموصل، التي تريد إيران جعلها محطة لوجستية لانطلاق هلالها الإرهابي في المنطقة.
تضييق الخناق
أدى القصف الذي شنته مقاتلات التحالف الدولي أمس، إلى تدمير 10 مركبات كانت تابعة لعناصر التنظيم في منطقة قريبة من مدينة الرطبة - غرب الأنبار- وأسفر عن مقتل 25 منهم، في الوقت الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة عن بدء إجراءات عزل مدينة الرقة السورية - آخر معقل للتنظيم - في البلاد تمهيدا لتحريرها.
وواصلت قوات البشمركة الكردية تضييق الخناق على مدينة الموصل في محيط بعشيقة، وتمكنت من الوصول إلى عدد من قرى سهل نينوى لإحكام الخناق على عناصر التنظيم المتمركزين داخل المدينة، بهدف تضييق الحصار على مسلحي تنظيم الدولة الذين يتحصنون داخل المدينة، في الوقت الذي يقوم فيه جهاز مكافحة الإرهاب بعمليات تمشيط واسعة لتنظيف الأراضي من الألغام التي زرعها الدواعش في محيط المدينة.
المالكي المتورط الأول
ارتفعت حدة التوتر بين الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، ورئيس ائتلاف دولة القانون رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، على خلفية انتقاد الأخير للنفوذ الإسرائيلي الكبير في مناطق إقليم كردستان، وانتقاد علاقة بارزاني بإسرائيل والولايات المتحدة، حيث وصفها بالوثيقة، بدليل تغطية القنوات الإسرائيلية مؤخرا للعمليات التي تشنها قوات البشمركة الكردية على مدينة الموصل، الأمر الذي دفع ببارزاني إلى وصف المالكي بالدب المجروح الذي يعض جراحه من شدة اليأس والكمد.
وأكد القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني محمد فيلي لـ"الوطن "، أن المالكي هو المسؤول الأول عن سقوط 3 محافظات عراقية أثناء ولايته الثانية، حيث يحاول التغطية على انتصارات القوات الأمنية وتقدمها نحو تحرير الموصل، مقللا من الاتهامات التي يطلقها المالكي وأتباعه في مجلس النواب، وأن ذلك لن يثني القوى المشتركة عن تحرير الموصل، داعيا جميع القوى السياسية إلى محاسبة المالكي عن ملفات الفساد، وأبرزها ملف سقوط الموصل.
إعدامات التنظيم
أكد عدد من المسؤولين العراقيين، أن تنظيم داعش أعدم مؤخرا عشرات السجناء، الذين أسرهم مع تقدم قوات الجيش العراقي باتجاه الموصل، بعد أن اضطر عناصره لترك بعض القرى والأماكن التي كانوا يتحصنون بها، في حين أن الأشخاص الذين أعدموا أغلبهم من الشرطة والجيش العراقي، كانوا يعيشون في مدينة الموصل تحت سيطرة التنظيم، فيما تحدثت بعض الأوساط المطلعة أن 65 شخصا على الأقل تم إعدامهم رميا بالرصاص جنوبي الموصل.