استعادت القوات العراقية، أمس، المناطق التي كان يسيطر عليها داعش في منطقة الرطبة الحدودية مع الأردن، بعد نحو يومين من تسلل المتطرفين إليها، وارتكابهم مجازر مروعة بحق المدنيين. وأكدت خلية الإعلام الحربي فرض سيطرتها على كامل المنطقة، وأنها تطارد من تبقى من الدواعش، بعد أن استولى التنظيم عليها، الأحد الماضي، عبر الصحاري المكشوفة من الجهة الجنوبية، حيث تعد مركزا مهما في التبادل التجاري مع الأردن، وذلك بسبب انسحاب عناصر الجيش والشرطة منها لعدم توفر غطاء جوي مساند. وتم اقتحام المدينة أمس من قبل القوات العراقية، المدعومة جويا من قبل التحالف الدولي، وجرت اشتباكات وحرب شوارع مع عناصر التنظيم المتشدد، قبل انسحابهم.


تعويض الخسائر

أكد عضو مجلس محافظة الأنبار، أركان الطرموز لـ"الوطن"، أن هنالك معلومات تؤكد أن داعش يحاول العودة إلى مدن الأنبار المحررة، من خلال فرض سيطرته على قضاء الرطبة، ليكون منطلقا لشن هجماته على مناطق أخرى، وأنه يحاول تخفيف الضغط على جبهة الموصل، بصرف أنظار القوات العراقية إلى جبهات أخرى، موضحا أن الحكومة المحلية دعت القوات الأمنية، إلى توجيه ضربات جوية مباشرة لمنع تدفق عناصر التنظيم إلى سورية. وأشار قائد شرطة الأنبار، اللواء هادي رزيج، إلى أن التنظيم يحاول تعويض خسائره في نينوى من خلال شن هجمات متكررة على المدن المحررة في الأنبار، داعيا إلى مزيد من التنسيق مع قيادة عمليات الجزيرة والأنبار لقطع الطريق أمام فرار العناصر المتطرفة من الموصل.


الخلايا النائمة

اعتمد تنظيم داعش في تنفيذ هجماته الأخيرة على محافظة كركوك والرطبة على الخلايا النائمة، وذلك نظرا لغياب دور الأجهزة الاستخبارية في رصد حركة المتعاونين مع التنظيم، فيما انتقد الخبير الأمني أحمد الشريف، دور القوات المكلفة بتحرير الموصل، بعدم استطاعتها فرض طوق على المدينة من كل الجهات، مشيرا إلى أن هنالك طرقا مرتبطة تؤدي إلى الأنبار، يستطيع عناصر التنظيم سلوكها للوصول إلى مناطق أخرى.

ويرى مراقبون أن عمليتي الرطبة وكركوك اللتين شنهما التنظيم في الأيام الماضية، جاءتا لتشتيت الأنظار عن عملية اقتحام الموصل، التي يسيطر عليها منذ قرابة العامين، إضافة لتخفيف الضغوط على مقاتليه، الذين تكبدوا خسائر وخيمة من قبل القوات العراقية والبيشمركة منذ نحو أسبوع على انطلاق هجماتهما. ويلجأ التنظيم في هذا الإطار، إلى إشعال الإطارات المطاطية وحفر الخنادق والأنفاق، للهروب من القصف الجوي الذي يستهدفه. ومع دخول معركة تحرير الموصل يومها التاسع، أعلنت الشرطة الاتحادية مقتل 750 إرهابيا، وتفجير 92 عجلة مفخخة، واستعادة 54 قرية ضمن المحور الجنوبي.





معاناة المدنيين

عبرت الأمم المتحدة أمس،عن قلقها من إجبار السلطات الكردية حوالي 250 عائلة نازحة من العرب السنة، على مغادرة كركوك، بعد هجوم داعش عليها، واصفة الخطوة بالعقاب الجماعي، وذلك تزامنا مع نزوح جماعي للمدنيين من مدينة الموصل، هربا من المعارك المحتدمة بين داعش والقوات العراقية هناك. كما أعلنت تركيا على لسان وزير خارجيتها مولود أوغلو أمس، أنها قد تلجأ لشن عمليات عسكرية برية في الشمال العراقي، لمحو أي تهديد لمصالحها، في الوقت الذي طالبت تركيا مرارا بالمشاركة في عملية الموصل، ورفضته الحكومة العراقية، وطالبت بخروج القوات التركية المرابطة في معسكر بعشيقة من البلاد، إلا أن أنقرة رفضت تصريحات بغداد، وأعلنت أنها ستواصل المكوث.