إن مجرد قراءة المقالات الأميركية والتحقيقات بعد موقف الكونجرس من قانون جاستا مثل ما أعده كارون ديمرجين وديفيد ناكامورا في الواشنطن بوست، تؤكد أن القوم لا يتحدثون عن مكاسب، بل عن الخسائر، بينما كان السعوديون يتبادلون الاتهامات حول من أثر على رأي الكونجرس أكثر قينان أم روايات تركي الحمد، أم خطب العريفي أم حماسيات سعد البريك؟

في الحقيقة لقد كانت ردة الفعل الشعبية في السعودية مقلقة، فما تحتاجه السعودية الآن هو الاتفاق لا الاختلاف، الاتفاق على أننا لو نزل ملك من السماء وقال لا علاقة لنا بابن لادن لقال الغرب كذب، لسبب بسيط هو أن السعودية نموذج جيد للبلد المسلم القادر على التقدم في الحضارة دون أن يفقد دينه وقيمه، لذا هو سيظل دائما عصيا على كذباتهم حول الإسلام وسيشجع وجوده على انتشار الإسلام الذي يرونه ضد حضارتهم، انظر للقاء أوباما الذي ذكر فيه أن السعودية وشيوخها كانوا خلف حجاب الإندونيسيات لتعلم أنها ليست قضية إرهاب، بل قضية إسلام.

على كل حال فإن أميركا تحتاج شيئين لتتوقف عن التخطيط لتدميرنا الأول هو أن نعود لمكانتنا في العالم الإسلامي كقادة لمليار مسلم أفسدت عوامل كثر علاقتنا بهم، معظمها سوء فهم وانصياع لأوامر الغرب بإغلاق خطوط الصِّلة مع المسلمين كالمعاهد الدينية ومعاهد اللغة العربية والجمعيات الخيرية، والتوقف عن إرسال الشيوخ المحبوبين في العالم الإسلامي مثل السديس والمغامسي وغيرهما أو استضافة العلماء من كل بقاع العالم الإسلامي، إن أكثر ما يخيفهم في الغرب هو هذا الحب الذي في قلوب المسلمين للسعودية، وما يجب علينا هو فقط دفعه ليظهر أو تذكير أميركا بأن هناك مليار مسلم لن يرضوا مطلقا بمعاقبة المملكة أو التدخل في شؤونها أو دفعها للفوضى، الشيء الآخر القوة المتمثّلة في السلاح، وهو ليس السلاح المشترى منهم، بل سلاح نصنعه نحن، ولقد نجحت بلاد كثر في ذلك وسننجح نحن أيضا وبأقل جهد، لقد جعلهم النووي يتعاملون مع عصابة مثل إيران ويدفعون فدية لمساجينهم، ونحن سنعلمهم كيف يحترمون سيادة الدول خاصة بلاد كالسعودية.