أكد القائد السابق للواء 15 مشاة في صعدة، العميد ثابت مثنى جواس، المعروف بلقب "مرعب الحوثيين"، في تصريح إلى "الوطن" أن الأسلوب الأمثل في التعامل مع جماعة الحوثيين الانقلابية يتمثل في تسريع رتم العمليات العسكرية، وتكثيف الضغوط الميدانية عليهم، مشيرا إلى أن التمرد يعيش أيامه الأخيرة، وأن الضربات القوية التي وجهتها لها قوات المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية أنهكت قواتهم بشكل كبير، وتسببت في تراجعهم على كافة جبهات القتال.
وأضاف جواس "القضاء على التمرد وكتابة نهايته لن تستغرق أكثر من ثلاثة أشهر، إذا تم تكثيف العمل في جميع الجبهات، وبإمكان الجيش الوطني فعل ذلك بسهولة، نظير التجهيزات العالية التي يتمتع بها، وتوفر العناصر المدربة، والأسلحة النوعية التي وفرتها قيادة التحالف العربي لاستعادة الشرعية. وفي المقابل فإن التمرد يعيش أضعف فتراته، لاسيما بعد التقدم الكبير الذي أحرزه الثوار في مختلف الجبهات، وآخرها جبهة صعدة، التي اضطرت قيادة التمرد لنقل مركزها إلى ذمار".
متطلبات تحرير صعدة
تابع جواس قائلا "إضافة إلى ما سبق فإن المشكلات السياسية والاقتصادية الأخرى تخنق الميليشيات وتضعف قدرتها على التحرك، وتسببت في عدم صرف رواتب المقاتلين لعدة أشهر، وكل هذه العوامل تصب في مصلحة الجيش الوطني، وتتيح أمامه الطريق للتقدم واستعادة الشرعية، بدلا من إضاعة الوقت في مشاورات عبثية، يستغلها طرفا الانقلاب لالتقاط أنفاسهم وإعادة نشر قواتهم. واستعادة صعدة على وجه التحديد تحتاج إلى عناصر خاصة، لديها المعرفة بأساليب القتال في البيئة الجبلية، وتتمتع بلياقة جسدية عالية، وهذا ما لا يتوفر للحوثيين، الذين اضطروا بسبب تساقط الآلاف من عناصرهم، وإحجام مشايخ القبائل عن رفدهم بمزيد من المقاتلين إلى الاستعانة بالأطفال، وهؤلاء لا خبرة عسكرية لديهم، ولا يستطيعون السير في الجبال الوعرة، وفي المقابل فإن عناصر الشرعية مدربة، وتتمتع بإسناد جوي كثيف توفره طائرات التحالف العربي، التي دكت مواقع المتمردين، وهيأت الطريق أمام الثوار لتحقيق انتصارات كاسحة على الأرض".
نصائح وتوجيهات
قدم جواس نصائحه للمقاومة، قائلا "الحوثيون يلجأون إلى أساليب الخديعة والمكر، ومن واقع خبرتي الكبيرة في الاشتباك معهم، أقول إنهم يلجأون إلى إطلاق نيران من مسافات بعيدة على مواقع الجيش الوطني، للتغطية على محاولات يقوم بها عناصرهم من مسافات قريبة، بالتزامن مع وقت القصف، بهدف التمويه وخداع خصومهم، لذلك عندما يحدث هذا القصف أنصح عناصر المقاومة بعدم الالتفات إليه، والتركيز على المسافات القريبة وتمشيطها، للتأكد من عدم وجود تحركات معادية. وهناك نقطة أخرى هي أنهم لا يتحركون في مجموعة واحدة، ويقسمون عناصرهم إلى عدة مجموعات، تضم الواحدة ما بين خمسة إلى سبعة أشخاص، يتحركون في توقيت متزامن، لذلك ينبغي أن تتحرك قوات المقاومة في مساحات واسعة، بحيث تطبق عليهم من جميع الجهات، وتضمن عدم تمكن أي منهم من الفرار".