في تطور لافت للعمليات الميدانية الرامية لتحرير مدينة الموصل من قبضة داعش المسيطر عليها منذ عام 2014، تمكنت قوات البيشمركة الكردية أمس، من السيطرة على قرى في منطقة بعشيقة - شمال شرقي الموصل -، في الوقت الذي بدأت فيه القوات العراقية تستعد للهجوم على مدينة تلكيف - شمال المدينة -.


الشمال والشرق

أصبحت كل من قرية النوران، وباريمان، والقائم، في غرب بعشيقة، تحت السيطرة الشبه كاملة للقوات العراقية والبيشمركة، فإن ذلك يجعل من القوات المهاجمة تقترب من ضواحي الموصل، وتطوق الجانب الشمالي الشرقي والشرق، خصوصا بعد السيطرة الكاملة على مدينة برطلة أول من أمس، والقصف المدفعي على منطقة تلكيف - شمالي الموصل -.

كما سيطرت القوات العراقية على بعض أحياء من منطقة قَرَقوش - شرق الموصل -، ذات الأغلبية المسيحية، بعدما نجحت في اقتحامها أمس، في الوقت الذي تساند قوات البيشمركة الكردية، وعدد من الميليشيات القوات العراقية، المدعومة جويا من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وقال العميد مصطفى عبدالخالق، إن "قطعات الفرقة المدرعة التاسعة والقوات المتحالفة معها تمكنت من تحرير مركز الحمدانية والمستشفى العام، جنوب شرق الموصل، بعد تكبيد داعش خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات".


الجنوب والغرب

أعلنت قوات الجيش العراقي استعادة 20 قرية شمال القيارة وشرقها، الواقعة جنوب الموصل، إضافة إلى تطويق الشرطة الاتحادية ناحية الشورة - أخطر معاقل التنظيم في الجنوب -، بعد قصفها تمهيدا لاقتحامها، يرى خبراء عسكريون، أن التنظيم أصبح محاصرا من 3 جهات حول الموصل، ولم يتبق له سوى الجهة الغربية التي تؤدي به إلى الأراضي السورية، الأمر الذي أكدته عدة جهات، بأن عددا من قيادات التنظيم قد فرّت باتجاه الأراضي السورية، حيث آخر معقل للتنظيم في مدينة الرقة هناك، وطالبت بتكثيف الغارات على الجهة الغربية، حتى لا يتسلل مقاتلوه إلى دول أخرى.







الخلايا النائمة

حذر الخبير الأمني معتز محيي الدين من تكرار ما حصل في كركوك، مشيرا إلى أن التنظيم مازال يحتفظ بخلايا نائمة بإمكانها أن تشن اعتداءات وهجمات إرهابية، في الوقت الذي طالبت فيه قوى سياسية الحكومة، باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار الهجمات على المدن المحررة، بتفعيل الجهد الاستخباري، ودعم القوات الأمنية بكل الإمكانيات المتاحة.




مراوغات المتطرفين

عمد تنظيم داعش إلى إشعال آبار النفط، ومعامل الكبريت، لحجب الرؤية عن كل من العناصر الأرضية، والقوات الجوية، الأمر الذي أدى إلى تسمم ووفاة عدد من المدنيين والعسكريين. وكان التنظيم المتطرف قد أشعل الأربعاء مصنعا لكبريت المشراق، الواقع على بعد 50 كلم جنوب الموصل، حيث تنتشر الآلاف من القوات العراقية هناك. وتحدثت تقارير أمنية مطلعة، أن التنظيم قد يكون يسيطر على معامل تصنيع للغازات الكيماوية السامة، ومن المرجح أن يستخدمها في المواجهات التي تدور مع القوات الحكومية، الأمر الذي يؤكده وجود بعض المعامل الخاصة بتصنيع الغازات السماة في جزيرة هيت التي فقد السيطرة عليها مؤخرا.




توتر بين أنقرة وبغداد

فيما رفض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عرضا تركيا للمساعدة في معركة استعادة السيطرة على مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش بعد اجتماع مع وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر في بغداد أول من أمس، انتقد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أمس القيادة العراقية قائلا إن تصريحاتها الأخيرة "استفزازية"، مضيفا أن أنقرة ستستمر في تواجدها في العراق.

وكان كارتر قال أول من أمس، إن أنقرة وبغداد توصلتا لاتفاق مبدئي قد يسمح في نهاية الأمر بدور تركي في الحملة من أجل استعادة مدينة الموصل من تنظيم داعش.