مشهد لا يغيب عن العين وسيبقى محفورا في الذاكرة العربية سنين طويلة وحزينة، مشهد الألم في صورة الطفل السوري عمران الذي بكى وأبكى العالم.
مؤلم وباعث للخزي والعار العالمي في ظل دعاوى الديموقراطية والإنسانية وحقوق الإنسان التي تظهر فقط عندما يتعرض الرجل الأبيض أو اليهودي الصهيوني لحادث سير مما يرسخ فكرة أن حقوق الإنسان تخص الغرب ومن سار في فلكهم.
ولا أدل على ذلك من الفيتو الروسي ضد وقف إطلاق النار في حلب وما هو إلا أحد تجليات الاستخفاف بالإنسان العربي حصرا.
ورغم تغول النظام السوري وروسيا في سورية، وخصوصا في حلب ومحاولة تغيير التركيبة السكانية تماما كما يفعل الصهاينة في القدس وسياسة القصف العشوائي المستمر على المدنيين والقتل والتهجير والإبادة الجماعية والقنابل المتفجرة والأسلحة الكيماوية وغيرها من الأسلحة المحرمة دوليا، رغم كل تلك الجرائم البشعة لم تصنف دوليا كجرائم حرب، ففي تصريح لوزير الخارجية الأميركي فإن ذلك قد يرقى لجرائم حرب ليبدو القاتل حرا وبريئا في حلب وغير حلب.
فماذا بقي في ظل صمت دولي عن مشاهد القتل وانتهاك حقوق الطفولة والمرأة والأزمات الإنسانية العربية تتفاقم وتختلط الدماء بالدموع، وتعرض عدسات الإعلام العالمي صور الجثث والدمار والخراب والجرائم الوحشية المفزعة في غالب الدول العربية، وتتكرر تلك المشاهد الواحد تلو الآخر، بشكل يومي كوجبة صباحية عادية للأسرة العربية، فهل أصبح المشهد اعتيادا؟