نعرف أن الوطن غال على محبيه، ويستحق أن يضحى له بالنفس والمال حتى يعيش أبناؤه في أمن وأمان، وحتى يمارسوا حياتهم الطبيعية باستقرار واطمئنان، فدون الوطن الأنفس دفاعا عنه، وتصرف الأموال لحماية ترابه، وهذا ما تفعله قيادتنا الحكيمة، وعلى رأسها الملك سلمان بن عبدالعزيز، وفقه الله، ورجاله الأبطال على حدودنا الجنوبية الذين لبوا نداء واجبهم الوطني، وحقوق جارهم المظلوم من بطش عفاش وأذنابه، والحوثي وأتباعه، ويسهرون لننام قريري العين، ومطمئنين القلوب لا خوف يؤرقنا، ولا ضجيج يفزعنا.
ومن بيننا التاجر المغرور الذي حدود همه السعي وراء أمواله، وزيادة أرباحه، وأما مسؤوليته الاجتماعية تجاه رجالنا الأشاوس في حدنا الجنوبي فهذا يعد في خانة التجاهل، ونسيان واجبه أمامهم.
فمنذ انطلاق عاصفة الحزم إلى الآن لم نسمع عن بنوك بادرت بإسقاط قروض أبطالنا البواسل، حتى ولو كانت من النزر اليسير، بل سارعت إلى مشاركتهم في المكرمة الملكية، وقس على ذلك الكثير من شركات كبرى وصغرى، وحالهم "لا أسمع لا أرى لا أتكلم"، وإن نسيت فلن أنسى ذلك التاجر الذي نما وترعرع في خيرات هذا الوطن بفضل الله ثم بفضل أمنه الذي يقوم عليه رجال نذروا أنفسهم للدفاع عن حدود وطنهم، ومكتسبات بلدهم، ثم في وقت الظروف الطارئة، والأزمات المفاجئة، نجد ذلك التاجر يقف موقف المتفرج دون إسهامات تذكر أو مبادرات تعطى لجنودنا الأبطال على حدنا الجنوبي، فهل يا ترى سيستمر التاجر في صومعته أم سيبادل جنودنا المرابطين بعطاءات واجبة ومشاركات وطنية؟!