ثمة فروق كبيرة.. واضحة.. وجلية بين عمل رئيسي الوزراء اليمنيين السابق خالد بحاح، والحالي الدكتور أحمد بن دغر، على مستوى العديد من الملفات الهامة والحساسة، وبلا جدال فإن تلك الفروق تصب لمصلحة الأخير الذي يملك تجربة واسعة، كونه صاحب مراس في العمل السياسي، وهو ما رجح كفته خلال الفترة القصيرة التي تولى فيها الحكومة وحتى الآن.
حسنا صنع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، هكذا حدثت نفسي إبان إقالة بحاح من منصبه، لأن الرجل فشل فشلا ذريعا في الكثير من الملفات ذات الصلة بالشأن اليمني، وأهمها رجوع الحكومة إلى إحدى المناطق المحررة وممارسة مهامها من الداخل، واليوم نجد الحكومة اليمنية بأكملها في عدن، وهذا أحد الرهانات الناجحة لبن دغر، كدلالة واضحة على الجهود الكبيرة التي يبذلها الرجل، وتتويجا لكل ما قدمته دول التحالف وعلى رأسها المملكة العربية السعودية منذ انطلاق عاصفة الحزم وحتى اليوم.
لا شك أن تطبيع الأجواء في العاصمة "المؤقتة" عدن مهم جدا، خصوصا مع خطوة نقل البنك المركزي اليمني (الذي أصبح خالي الوفاض بعد أن نهبته الميليشيات المسلحة وأفرغته تماما) من صنعاء إلى عدن في صفعة قوية للانقلابيين الحوثيين وحلفائهم من الموالين للمخلوع صالح، وهو ما يحسب للحكومة اليمنية كخطوة ستغير موازين الحرب كثيرا، بعد أن تأخرت كل هذه المدة دون أسباب تذكر، وتبقى العديد من الملفات التي لا بد أن تتعامل الحكومة معها جديا في طليعتها الملف الأمني في المحافظات المحررة.
تحدثت مرارا بأن بقاء الحكومة اليمنية في الرياض عقب تحرير المحافظات الجنوبية وبعض المحافظات الشمالية يصب في صالح الانقلابيين، ويعزز من تمسكهم بفرضية سلطة الأمر الواقع، إلا أن هذه الخطوة ستعزز كثيرا النجاحات الكبيرة التي تحققت للحكومة اليمنية الشرعية، التي باتت قواتها على مرمى حجر من العاصمة، ولا يفصلها سوى بعض الكيلومترات فقط.
يكسب الدكتور بن دغر الرهان، ويثبت جدارته في تحمل زمام المسؤولية على رأس الحكومة بعد حلحلة الكثير من الأمور والملفات، وفي ذلك دعم كبير لكافة الجهود التي بذلتها المملكة خلال الفترة الماضية، لقطع الأيادي الإيرانية عن اليمن الشقيق الذي سيتعافى قريبا من تلك الفئة الضالة، وستكون مهمة إعادة الإعمار والبناء، إضافة إلى دعم الاقتصاد اليمني من أهم المهام التي ستواجه الحكومة الشرعية خلال الفترة المقبلة.
تحتاج الحكومة اليمنية إلى عمل دؤوب، وجهود مكثفة خلال المرحلة القادمة، لا سيما في الجانب الإعلامي الذي تسلم مهامه الشاب معمر الأرياني وزيرا للإعلام في التعديل الحكومي الأسبوع الماضي، وقد أحسنت الحكومة اليمنية في ذلك صنعا حسب تقديري الشخصي، فالرجل له بصمات واضحة في مختلف أماكن المسؤولية التي تولاها، إضافة إلى كاريزما القيادة التي يمتلكها، وتعامله السلس مع مختلف وسائل الإعلام.
كانت للرجل بصمات واضحة في مواجهة الانقلابيين خلال الفترة الماضية من الحرب، وعلى الرغم من كونه وزيرا للسياحة إلا أن تحركاته الواسعة ولقاءاته المختلفة مع العديد من المسؤولين أعطتا دلالة واضحة لي وللكثير من المتتبعين عن أحقية الرجل بما هو أكبر من وزارة السياحة، وأظن أن الإعلام هو المكان المناسب للرجل، كون الإعلام يحتاج إلى رجل حصيف يجيد التعامل مع الملفات المطروحة على طاولته، إضافة إلى القدرة العالية على التواصل، مع مختلف الأجهزة والوسائل الإعلامية.
ومع كل هذه الخطوات الإيجابية يبقى للحكومة اليمنية ملفات إن أحسنت التعامل معها، فإن ذلك سيفضي إلى إنهاء معاناة هذا الشعب خصوصا في الجانب الاقتصادي.